للنمل لغة متقدمة مقارنة مع غيرها من الحشرات
عالم النمل عالم مليء بالأسرار التي تدل على وحدانية الخالق عز وجل حيث تجد هناك علاقات مشتركة بين النمل وغيره من الكائنات يستفيد كل منهما من الآخر، ومثل هذه العلاقة موجودة أيضاً بين النمل والنباتات التي تقدم افرازات رحيقية على الأوراق حيث ينجذب النمل إلى هذه الافرازات وفي المقابل يتولى الدفاع عن النباتات وحمايتها من الحشرات التي تهاجمها.
من خلال قوله تعالى «وقالت نملة يا أيها النمل ادخلواب مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها..» صدق الله العظيم.حيث يستشف من هذه الآية بان للنمل لغة يتخاطب بها وتؤكد الابحاث العلمية التي قام بها الاستاذ الدكتور استيفن يانوفيك من جامعة فلوريدا والاستاذ الدكتور روبرت دادلي من جامعة كليفورنيا بان للنمل لغة يتخاطب بها وكما للإنسان لسان يتحدث للتعبير عن حروف وكلمات وجمل هذه اللغة كذلك الوضع بالنسبة إلى النمل حيث يؤكد الاستاذان استيفن وروبرت بان قدوم الاستشعار (aerials) هي بمثابة اللسان عند الانسان حيث إن حواس النمل المختلفة مثل الشم والتذوق واللمس مركزة على قرون الاستشعار هذه.
وعندما تريد النملة أن تتكلم مع نملة أخرى فإنها تقوم بتحريك قرني الاستشعار لديها فإذا كانت الحركة سريعة أو بطيئة أو ضعيفة أو قوية أولولبية أو من الأمام إلى الوراء أو عند الوراء إلى الأمام فان لكل هذه الحركات معانٍي تفهمها النملة الأخرى أو مجموعة النمل وعلى أساسها تتصرف ويضيف الدكتور بان أي إنسان يراقب النمل يمكنه أن يستشف بكل بساطة بان للنمل لغة مميزة عن غيره من المخلوقات الأخرى، ويؤكد أنه في هذا الصدد بأنه تم إجراء اختبار على لغة النمل .
حيث وضع الأستاذان جندياً ميتاً في طريق نملة سوداء من نوع (myrmecia) وعندما اقتربت منه حاولت جرة إلى بيتها لكنها لم تتمكن وفي هذه الأثناء كانت تمر من نفس الطريق نملة أخرى من نفس النوع فسارعت النملة الأولى إلى النملة الثانية وبدأت تحرك لها قرني الاستشعار .
وكانت الحركة سريعة جداً، وفجأة رجعت النملة الثانية من حيث أتت في حين بقيت النملة الأولى بجانب الجندب ولم تمر أكثر من عشر دقائق حتى جاءت مجموعة من النمل تقدر ما بين (30 ـ 50) نملة وبدأت تقطع أطراف الجندب بأسنانها الحادة حيث تمكنت في أقل من دقيقتين من تقطيعه إلى أجزاء صغيرة وأخذته إلى بيتها (mound) يقول الدكتوران بأنهما كررا هذه العملية أكثر من مرة .
وفي كل مرة كانت تتكرر نفس الحركات ونفس التصرفات مما يعني أن هناك لغة خاصة بين النمل والدليل على ذلك أن النملة الأولى عندما لم تستطع حمل الجندب أخبرت النملة الثانية من خلال لغة الإشارة عن طريقة قرني الاستشعار وهذا الذي دفع النملة الثانية أن تعود إلى بيت النمل وتخبر الشغالات هناك بأن عليهن الحضور للمساعدة في حمل الجندب.
ويقول الدكتوران بان للنمل لغة متطورة مقارنة بالمخلوقات الأخرى حيث اجريا تجربة ثانية علي النمل من نوع bull dage حيث قاما باعتراض طريق النمل وقتل (6) نملات فما كان من بقية النمل إلا أن تفرق ولكن لم يلبث النمل أن تجمع مرة أخرى على مقربة من النمل الميت وبدأت (المحادثات) تأخذ طريقها بين النمل حيث كانت قرون الاستشعار تتلامس مع بعضها البعض.
حيث استشف من ذلك أن ملامسة قرون الاستشعار مع بعضها تعني أن الوضع خطير وان هناك ما يهدد حياة النمل، وأضاف بان (المباحثات) استمرت نحو دقيقة على إثرها تقدمت مجموعة من النمل بحمل النمل الميت وجره بعيداً عن الطريق الذي اعتاد النمل من هذا النوع أن يمشي فيه واختتم الأستاذان بحثهما بالقول إنهما رصدا جملتين من لغة النمل الجملة الأولى هي أنه عندما يكون هناك طعاماً (مثل الجندب) فان قرون الاستشعار الخاصة بالنمل تقترب من بعضها البعض لكنها لا تتلامس بينما الوضع يختلف عندما يكون هناك خطر يهدد النمل (عندما قتلا 6 نملات) فان قرون الاستشعار تتلامس بشكل تتداخل فيه مع بعضها البعض وهذا التداخل يعني جملة مفادها أن حياة النمل في خطر.
بحث آخر يؤكد أن للنمل لغة
من جانبه قال عالم الحشرات (Michael kaspari) من universihy of ok lahoma في بحث نشرته صحيفة new york thimes - news service بانه تأكد بان للنمل لغة متقدمة مقارنة مع غيرها من الحشرات التي درسها لعشرات السنين وأضاف kaspari بان لغة النمل تتركز في قرون الاستشعار لهذه المخلوقات.
مشيراً إلى أنه وضع حشرة أمام نملة ولأن الحشرة كانت ثقيلة فان النملة لم تتمكن من سحبها إلى بيتها فاستدارت وبعد فترة جاءت بمجموعة من النمل لتساعدها على جر الحشرة.
وعندما بدأ النمل في جر الحشرة قام kaspari بأخذ الحشرة ووضعها أمام نملة من نفس النوع الأول وعندما حاولت جرها لم تستطع فعادت في طريقها لطلب المساعدة من النمل الآخر، وهنا قام kaspari بالامساك بالنملة وقطع قرني الاستشعار الخاصين بها وتركها وهنا بدأت النملة تتحرك بغير هدى ولم تذهب لإحضار غيرها من النمل لجر الفريسة .
ولكي يسهل عليها kaspari المهمة وضعها مع مجموعة من النمل لكنه لاحظ أنه عندما كان يقترب منها كان يتركها وعندما وضع الحشرة أمام مجموعة النمل ووضع النملة التي بدون قرني استشعار مع مجموعة النمل لاحظ kaspori أن النمل الآخر كان يقترب من بعضه البعض (يتحدث) بينما النملة التي بدون قرني استشعار بقيت بعيدة وكأنها أصبحت منبوذة من بقية النمل (لأنها لم تعد قادرة على التعبير عن مشاعرها) أي لم يعد هناك لغة مشتركة بينها وبين بقية النمل.
أشياء لا تُصدق
يتبع النمل الحشرات الغشائية hymenoptera وتصل أنواعه إلى نحو (4000) نوع تعيش كلها معيشة اجتماعية في بيئات مختلفة ويتزايد النمل أكثر من غيره من الحشرات حيث تزيد أعداده عن أي حشرات أخرى. ويوجد في غابات السافانا savanna أنواعا معينة من النمل تعيش في مجتمعات متكاملة وتغطي مساكنها مساحة من الأرض تصل إلى نحو (2600) متر مربع وتكون هذه المساكن تحت الأرض .
حيث يحفر النمل أنفاقا وغرفاً على عمق ستة أمتار أو أكثر ويضطر لاستخراج كميات من التربة تصل إلى قرابة (000,40) كيلو غرام ويخزن في هذه الأنفاق أغذية تقدر بمئات الكيلوغرامات من الحبوب وجذوع الشجر وغيرها وبذلك يكون النمل قد بنى مدينة متكاملة من حيث غرق المعيشة والمخازن وغرف أخرى للملكة والشغالات. وهناك جوانب أخرى مهمة في حياة النمل حيث تقوم الشغالات في إحدى ممالك النمل بغزو جماعة أخرى اقل منها عدداً .
حيث تقوم شغالات النمل المهاجمة بسوق عذارى النمل من المملكة الثانية وتنقل هذه العذارى إلى مملكتها ثم تقوم بتغذية عذارى النمل المسروق حتى تتحول إلى نمل كامل حيث تشتغل كعبيد لدى شغالات النمل الأول وإذا حاولت إحدى هذه الشغالات المسروقة أن تتمرد على وضعها فإن مجموعة من الشغالات تهاجمها وتمزقها في الحال وهذا يجعل الشغالات الأخرى المسروقة تشعر بالخوف وتنفذ «ما يطلب منها» حفاظا على حياتها.
وتشير الدراسات التي أجريت على النمل أن النمل بدأ حياته الأولى مفترسا يأكل لحوم الحيوانات ويمتص دماءها وبعد ذلك أصبح معظمة نباتيا علما بإنه لا يزال يأكل اللحوم إذا وجدها سهلة في طريقة مثل العصافير والطيور الكبيرة نسبياً والحشرات إذا وجدها ميتة ويتغير غذاء النمل تبعا لنوعه ففي استراليا التي تعتبر أكبر مستعمرة للنمل نجد أن النمل من نوع myrmecia يتغذى على العصافير الصغيرة والحشرات .
حيث يمزقها الى قطع صغيرة ويأكلها في حين ان من النمل من يتغذى على الرحيق الذي تفرزه بعض الأزهار إضافة إلى ذلك فهناك أنواع تتغذى على بذور النباتات حيث تجمع الشغالات البذور خلال موسم الحصاد وتسحبها إلى عشها ولكي لا تنبت هذه البذور وتشكل خطرا على النمل فإن النمل يقوم فور إدخال هذه الحبوب إلى عشها بتكسير البذور إلى أربعة أجزاء.
وبذلك لا يمكن لحبة البذر ان تنمو ومن أصل نحو 4000 نوع من النمل يوجد 1500 نوع يتغذى على الحبوب الجافة فيما تتغذى بقية الأنواع إما على المخلوقات الحيوانية الصغيرة أو على أوراق الشجر أو على الفواكه والخضار ولكي تكون هذه الأنواع من النمل قريبة من مصدر غذائها فإنها عادة ما تبني أعشاشها فوق الأشجار الضخمة.
وهذا النوع من النمل يسمى Azteca loniceps وهو موجود في مناطق إفريقيا الاستوائية وعادة ما يستفيد هذا النوع من النمل من الفطريات التي تنمو على سيقان وجذوع الأشجار الضخمة المعمرة حيث يتغذى عليها عندما تخف أوراق الشجر في فصل الخريف وتتميز بيوت هذا النوع من النمل بأنها عبارة عن نفق واحد طويل فيه غرفة خاصة بالمملكة وفي هذا الممر الطويل يوجد بعض المنحنيات لتغذية الصغار والقيام بالنشاطات البيولوجية الخاصة بتكاثر النوع.