تَاهَتْ بِنَا السَّاعَاتُ مُذْ غِبْنَا مَشَتْ
تِلْكَ الْعَقَارِبُ فِي الزَّمَانِ هَلَاكَا
يَوْمِي تَخَفَّى فِي عَبَاءَةِ مَأْتَمٍ
وَسَمَاءُ لَيْلِكَ تَرْتَدِي الأَفْلَاكَا
أَخْشَى عَلَى ظِلٍّ يَطُوفُ مَخِيلَتِي
فَلَكَمْ غَرَزْتُ بِرُؤْيَتِي الأَشْوَاكَا
حَتَّى أَحِسُّ بِأَنَّنِي حَيٌّ كَمَا
لَوْ كَانَ يَرْوِي وَرْدَتِي لُقْيَاكَا
مَا اللَّيْلُ مَا الأَوْقَاتُ دْونَ مَلَامِحٍ
تَهْمِي بِوَصْلٍ يَخْلُقُ الإِدْرَاكَا
رَغْمَ الْفِرَاقِ عِنَاقُنَا فِي أَوْجِهِ
إِنْ جِئْتَ طَيْفاً فَالسُّمُوُّ مَدَاكَ
مَنْ لِي سِوَاكَ وَقَدْ نُفِيتُ بِوِحْدَتِي
وَأُفَتِّشُ الْأَحْلَامَ عَنْ رَيَّاكَا
أَنَا هَهُنَا فَامْدِدْ يَدَيْكَ لعَالَمِي
تَجِدِ الحُبُورَ بِ مرْحَباً حَيَّاكَا
لكَ قَدْ أَضَأَتُ شُمُوعَ قَلْبِي نَجْمَةً
لَكِنَّهَا احْتَرَقَتْ بِنَبْضِ هَوَاكَا
نَادَيْتُ كَمْ نَادَيْتُ دُونَ مُنَبِّهٍ
فَبِكَ الدِّمَاءُ تَدَاوَلَتَ أَقْصَاكَا
أَوَ لَمْ تَرَ الْجَبَلَ الْعَنِيدَ تَسَاقَطَتْ
بِصُخُورِهِ الأَصْدَاءُ دُونَ نِدَاكَا؟؟
تِلْكَ الأَصَابِعُ لَوْ جُرُوحِي لَامَسَتْ
وَرْدٌ يَسِيحُ لِيَحْتَمِي بِنَدَاكَا
أَنْتَ الطَّبِيبُ فَإِنْ تَدَاوَتْ حَالَتِي
فَاعْلَمْ بِأَنِّي لَا أَعِيشُ سِوَاكَا
غَنَّيْتُ فِيكَ الآهَ حَتَّى آهُهَا
صَرَخْت بِلَحْنِي لَا تَغِبْ إِيَّاكَا
غيداء الأيوبي