متهمون في هجمات 11 سبتمبر
قضى أغلب منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، فورا في الطائرات التي استهدفت برجيْ مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومقر البنتاجون في واشنطن، في أحداث هزت العالم أجمع.
لكن خمسة متهمين بالمشاركة في تلك الهجمات الإرهابية التي هزت الولايات المتحدة، وكان لها تأثير بارز على بقية دول العالم، ما زالوا على قيد الحياة، ويخضعون لمحاكمات طويلة، في خليج جوانتانامو بكوبا.
وتسير إجراءات محاكمة الأشخاص الخمسة أمام لجان عسكرية ببطء شديد منذ أُعلنت التهم الأصلية ضدهم في فبراير/شباط عام 2008، فيما تمّ سحب القضية ليعاد رفعها مجددا، وعُقدت أول جلسة استماع للمتهمين في عام 2012.
ومن ذلك الوقت عقدت عشرات الجلسات؛ جميعها ضمن مرحلة ما قبل المحاكمة، التي عٌلقت لمدة 17 شهرا، جرّاء وباء كوفيد الذي ضرب العالم العام الماضي.
لكن سيُستأنف النظر في القضية مجددا اليوم الثلاثاء في جلسات جديدة برئاسة قاضٍ جديد، هو الثامن الذي يتولى الملف.
وتجري الجلسات في محكمة تخضع لإجراءات أمنية مشددة في القاعدة البحرية الأمريكية في جنوب شرق كوبا، وسط محاولات فريق الدفاع إثبات أن الأدلة التي تستند إليها الحكومة ملطّخة بالتعذيب الذي تعرّض له المتّهمون على أيدي عناصر وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي".
المتهمون الخمسة:
اتّهم الأشخاص الخمسة بالتآمر والإرهاب وقتل 2976 شخصا في الهجمات، وهي اتهامات من شأنها أن تحمل عقوبة الإعدام، واستعرضت وكالة "فرانس برس"، سير المتهمين الذاتية، ووضعيتهم الحالية.
خالد شيخ محمد
يوصف خالد شيخ محمد (51 عاما) بالعقل المدبّر لاعتداءات 11سبتمبر وهو مواطن باكستاني نشأ في الكويت. ويُعتقد أنه اقترح أول مرة على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تدبير عملية اصطدام لطائرات بأهداف في الولايات المتحدة عام 1996.
وكان محمد، وهو خريج جامعة أميركية، يعمل لدى الحكومة القطرية مطلع تسعينات القرن الماضي عندما بدأ وضع مخططات بالاشتراك مع ابن اخته رمزي يوسف، الذي فجّر قنبلة في مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993.
وخططا عام 1994 لتفجير طائرتين متوجّهتين من الفيليبين إلى الولايات المتحدة. فشلت المحاولة الأولى وتم توقيف يوسف في باكستان وتسليمه إلى الولايات المتحدة.
عندما وافق بن لادن أخيرا على مخطط هجمات سبتمبر، تولى محمد مهمة تنفيذه.
اعتقل الإرهابي خالد شيخ محمد في روالبندي في باكستان في مارس/أذار 2003، ثم نقلته وكالة الاستخبارات المركزية إلى مواقع "سوداء" في أفغانستان وبعدها إلى بولندا ليتم استجوابه، وأرسل في سبتمبر/أيلول 2006 إلى جوانتانامو.
وبعد عام، أفاد في جلسة مغلقة أنه مسؤول ليس عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول فحسب، بل كذلك عن تفجيرات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة في بالي وكينيا، ومحاولة فاشلة قام بها مهاجم لإسقاط طائرة أمريكية عبر حشو حذائه بالمتفجرات، وعملية قتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل.
رمزي بن الشيبة
تدرّب بن الشيبة في معسكر للقاعدة في أفغانستان عام 1999 مع عدد ممن نفّذوا عمليات الخطف في 11 سبتمبر/أيلول، وكان جزءا من "خلية هامبورغ" التي شملت محمد عطا (قتل في الهجمات) وشخصين آخرين.
لكن اليمني البالغ الآن من العمر 49 عاما، فشل في الحصول على تأشيرة أمريكية للمشاركة، وساعد بدلا من ذلك في التنسيق بين الخلية والقاعدة.
اعتقل في كراتشي في باكستان بعد عام فقط من هجمات سبتمبر/أيلول، وجرى نقله على مدى السنوات الأربع التالية بشكل متكرر بين المواقع السوداء لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث خضع لعمليات استجواب متكررة.
ونقل بن الشيبة إلى جوانتانامو في سبتمبر 2006، فيما يشير محامون إلى أنه ظل يعاني بشدة من تداعيات التعذيب حتى إن الحكومة نفسها وصفته بأنه مضطرب عقليا.
وليد بن عطاش
يوصف بن عطاش (43 عاما) بأنه "قيادي عسكري رفيع" في القاعدة ساعد في التخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول وغيرها؛ وهو يمني الأصل سافر إلى أفغانستان وطاجيكستان مطلع تسعينات القرن الماضي، لمحاربة السوفيت، وفقد جزءا من ساقه اليمنى أثناء القتال في أفغانستان عام 1996، وبعد ثلاثة أعوام من ذلك، أدار دورة للقتال المباشر في معسكر للقاعدة حضرها بعض الخاطفين.
وقبل 11 سبتمبر، صعد على متن رحلات تابعة لشركات طيران أمريكية سافر فيها في أنحاء جنوب شرق آسيا، لاختبار أمن المطارات، بهدف خطف واحدة منها، والتسبب بتحطمها، ويشتبه بأنه حصل على المتفجرات التي استخدمت في الهجوم الانتحاري الذي استهدف المدمّرة الأمريكية "يو إس إس كول" في أكتوبر 2000 وأسفر عن مقتل 17 بحارا أمريكيا.
لدى بن عطاش شقيق أصغر في جوانتانامو أيضا، ولم توجه إليه تهم ولا يعد متورطا بشكل مباشر في مخطط سبتمبر.
عمار البلوشي
عمار البلوشي أو عبد العزيز علي؛ باكستاني من أصل كويتي، وابن شقيقة خالد شيخ محمد، يشتبه بأنه حضّر الخاطفين وعلّمهم كيفية التصرّف في المجتمعات الغربية، وساعد في خطط السفر والتحويلات المالية لإتمام العملية.
أوقف في روالبندي في نيسان/أبريل 2003، وخضع لعمليات استجواب، وبقي محتجزا لدى الوكالة لمدة 40 شهرا قبل نقله إلى جوانتانامو، ويشير محاموه إلى أنه تم دفعه على الجدار مرارا أثناء التحقيقات ما تسبب بإصابته بتلف دماغي كبير جرى تشخيصه طبيا.
مصطفى الهوساوي
يشتبه بأن الهوساوي (53 عاما)؛ يحمل الجنسية السعودية، ساعد منفّذي عمليات خطف الطائرات التي استخدمت في تفجيرات الـ11 من سبتمبر، في ترتيبات السفر، وتولى الحوالات المالية لهم بالتعاون مع البلوشي.
اعتقل أيضا في روالبندي في باكستان في عام 2003، وخضع لعمليات استجواب قاسية من قبل "سي آي أيه" ومن ثم احتجز في مواقع "سوداء" قبل أن يحوّل إلى جوانتانامو، في سبتمبر 2006. يقول محاموه إنه تعرّض لأضرار في المستقيم جرّاء التقنيات التي استخدمت في تعذيبه