عندما هاجرة عشيرة الزقاريط الشمرية من نجد الى بوادي الفرات الاوسط نزلوا في اراضي قبيلة الجشعو الذي كانت تسيطر على جميع الفرات الاوسط وسميت هذه الهجرة بهجرة اليوسفين وهما يوسف بن محمد النصرالله الزقروطي شيخ عشيرة الزقاريط من شمر ويوسف بن برغوث الكدادي الزوبعي شيخ عشيرة الكداده من شمر وفي هجرة الزقاريط هاجر معهم الشريفات وهم ايضا احد افخاذ قبيلة شمر وكبيرهم يدعى جبر بن مفلح الشريفي وعندما شدوا الرحال الى العراق نزلوا في بادية كربلاء وكان شيخ قبيلة الجشعم حسين بن شبيب الحبيب يسيطر على تلك الاراضي الواقعة في كربلاء ونواحيها من الحلة والشامية والنجف وغيرها وتجبى اليه الضرائب أي الإتاوة فطلب يوسف النصرالله الزقروطي من الشيخ حسين بن جشعم النزول في هذه الاراضي التابعة الى حكمه الواقعة في ولاية بغداد فسمح له واعطاه مدة خمس سنوات دون دفع الإتاوة وبعد أن انتهت المدة المحدده اصبحت عشيرة الزقاريط والكداده والشريفات يدفعون الإتاوة الى الشيخ حسين بن جشعم لانه كان حاكم معتمد من والي بغداد ولكن فيما بعد حدث خلاف مع بعضهم على المرعى فأمتنعوا عن دفع الضريبة الواجب دفعها فلم يكن الشيخ حسين بن جشعى مرتاحا الى الزقاريط ولا لاقربائهم من شمر الذين اتوا معهم وتوترت العلاقه بينهم اكثر عندما اساؤوا رجال الشيخ حسين (العبيد او الخدم) التصرف مع الشيخ يوسف النصرالله اثناء مرورهم في ديار الزقاريط فامسك بهم وكاد أن يقتلهم وعلى اثرها اغار الشيخ حسين بن جشعى على ديار الزقاريط ومن معهم من الكداده والشريفات وغزاها واستولى عليها وقتل الكثير من ابنائهم وغنم ابلهم واغنامهم واخرجهم من بيوتهم وازاحهم الى الجزيرة الفراتية في شمال غرب العراق وبعدها بفترة طويلة على عهد الشيخ مطرود بن صالح بن حسين بن جشعم رجعت عشيرة الزقاريط الى بادية كربلاء بعد أن انضم اليها الكثير من الجموع والحلفاء تحت اسم حوش يوسف النصرالله الزقروطي ومعهم بعض فروع شمر ويذكر عند عودتها قد وقعت معركة اخرى بينهم وبين الجشعم تسمى ( مناخ العامرية ) وقد انتصر فيها الجشعم بزعامة مطرود الحسين بن جشعم الملقب ( عنبر العربان ) على الزقاريط ومن معهم ولربما حدثت هذه المعركه بسبب الثارات القديمة لان الزقاريط قد ازاحهم الشيخ حسين بن جشعم من بادية كربلاء ونواحية الى شمال غرب العراق بعد ان قتل من رجالهم وغنم ابلهم ، وقد فرضت الحكومة العثمانية غزامة على الشيخ مطرود بسبب ماكان يبديه من تمرد وعدم طاعه وكذلك طلبت منه أن يرجع ما غنمه من القبائل من الإبل لكون الشيخ مطرود كان كثير الغزوات ولم يكترث الى الامر الذي اصدرته الحكومة العثمانية وهو منع الغزر بين القبائل ولكن قد رفض مطرود ذلك واستمر في تمرده وعندها أمر الوالي عبد الرحمن باشا أن يسير عزت باشا في حملة ضد هؤلاء العصاة من قبيلة الجشعم وخرج مع الباشا عشيرة الزقاريط وحلفائهم وعشائر اخرى من الوية بغداد من الذين كان قد اذلهم مطرود ابن جشعم وكانوا يدفعون له الإتاوة وتوجة بالعساكر الى ديار الجشعم وشيخهم مطرود ، فوقعت بينهم معركة كبيرة قتل فيها الكثير من الطرفين وانهزم فيها الجشعم واحتلت تلك العشائر ديارهم وعلى اثرها رحل الشيخ مطرود من منطقة الحسينية الى جنوب كربلاء فقال في ذلك احد الفرسان :
كان المديفع جازع من الموت * قدامه شيوخٍ كثير كثير
حنا كسرها عنبر العربان * وذبحنا دغيم الراس الكبير
عنبر العربان هو مطرود شيخ الجشعم في كربلاء
دغيم هو شيخ السويط رؤساء الظفير
ومن ذرية مطرود ابن جشعم - اسرة الشيخ عبد الصاحب بن مطرود الحسين بن جشعم في كربلاء ناحية الحر الرياحي