الحزنُ كم آذى وما نَفَعا
يا أيُّها العَمَدُ الّذي وَقَعا
أجرى لفقدِكَ أنفُساً شرِبَتْ
حُبّاً تراهُ بلونكَ ابْتدعا
ما هالَها خَبَرٌ وكَم كَظَمتْ
لكِنْ فِراقُكَ شفّها جَزَعا
أحنى جبالاً ليْسَ يضْعِفُها
صَبُّ المصائبِ بلْ بها وسعا
أهرمْتَني ألفاً فوا أسفا
يا صاحباً للهِ ما صنعا
أبكى نجوماً فارسٌ لَجِبٌ
قبلَ الأوانِ وقلبَهم صدعا
أوهنْتَ عظمِيَ مُذْ رحلْتَ فكمْ
آليتُ أنْ لا، والنّوى شرعا
أبكيْكَ شوقاً لا يفارقني
وأسىً بضامِرِنا غَدا وجعا
يا شيبةً كرُمَتْ وما وَهَنَتْ
في ساحِ حقٍّ زانَها وَرَعا
ماذا يُقالُ بمنْ بهِ نهضَتْ
هِمَمُ الشبابِ وشأوَها رَفعَا
يا سيّداً في قبرهِ سُطِرَتْ
آياتُ عِشقٍ بدرُها سطعا
مني السلامُ إليكَ ما تُلِيَتْ
صُحُفُ المحبةِ صدقُها نبعا
زكي الصبيحاوي