اليوم الخامس من أيلول 2021 تعرّضت الشرطة الاتحادية لهجوم داعشي إرهابي اسفر عن استشهاد 12 شرطي في كركوك (تغمدهم الله بواسع رحمته) ، وتعرّض 3 جنود من جيشنا الباسل في قضاء مخمور بنينوى (تغمدهم الله بواسع رحمته) . والسبب في ذلك هو أنّ المنظومة القائمة على تشكيل الجيش والشرطة خاليّة من العقائد ولا تراعي الضوابط الإسلاميّة ! فالنتيجة هي إخراج جيش يفتقر إلى البصيرة والفراسة التي بها ينظر بنور الله تعالى ؛ وذلك لأنّ الإنسان العقائدي أكمل وأقوى من الإنسان الخالي من العقائد ، والعقائد بيتها العقل ، وتأتي الأساسات الفكرية للعقل من النظام المنهجي . فهذا داعش رغم أنّهم تنظيمات ذات عقائد فاسدة منهجها باطل لكن عندهم هدف ساقط دوني هو قتل الناس الأبرياء بحجّة الدين الإسلامي ! فهكذا تنظيمات إرهابيّة تحتاج إلى تنظيمات ذات عقائد إسلاميّة حقّة وهادفة مثل المقاومة الإسلاميّة الحاملة للمنهج القويم الصحيح ، الذين لولاهم لكانت داعش دولتها عامرة من زاخو إلى البصرة ببركة الحواضن والخونة والعملاء .
فينبغي على الجيش الباسل أن يراعي الضوابط الإسلاميّة في نفسه حتى يكون قادراً على مواجهة التنظيمات الإرهابيّة . فمع البصيرة والفراسة يستطيع الفرد الواحد من الجيش أن يواجه ويقتل عشرة من جيوش الكُفر الداعشي ؛ قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 65.] . ويقول الرسول الأكرم مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ، إذ يشعر الجندي وكأنّ جسمه قد صار حديدياً وقلبه كبيراً يحوي جميع الناس ، وكأنّ الحظّ قد حالفه ، وكأنّ شيئاً خارجياً يمدّهُ ويساعده من حيث لا يراه ؛ قَالَ تَعَالَى : ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 14.]
فهو صراعٌ بين الدّين والدّين ، بين الدّين الطاهر وبين الدّين النجس ! ولا دخل لمن لا عقائد له أو أهداف دينيّة ، والدليل على ذلك هو أنّ الجيش الأمريكي عندما سقطت الموصل قال أنّها تحتاج إلى سنين عديدة لتحريرها ! لكن ببركة مجاهدينا الأبطال الذين يحملون العقائد الإسلاميّة الحقّة النظيفة انتصروا على داعش الإرهابي الذي يحمل العقائد الفاسدة النجسة ! كذلك قال الجيش الأمريكي أنّ طالبان تحتاج إلى 12 شهراً حتّى تحتل افغانستان ! ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً هو انكسار الجيش الأفغاني الخالي من العقائد أمام طالبان ذات العقائد الفاسدة ! فيا أيها الجيش العراقي الباسل والشرطة الأتحاديّة البطلة : نرجو منكم ضبط عقائدكم ومراعاة الضوابط الإسلاميّة في عملكم .