الإمام البكّاء..
إن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) عرف في أوساط الموالين بأنه الإمام البكّاء: أي كثير البكاء..
- وهناك طبقة في التأريخ من الأنبياء عرفوا بالبكاء الكثير..
- كآدم الذي أخرجه الله عزوجل من الجنة، فمن الطبيعي أن التغير الذي حصل في حياة آدم (عليه السلام)، يوجب البكاء الكثير، لمفارقة الجنة وما فيها من نعيم.
- ويعقوب (عليه السلام) أيضاً بكى كثيراً على ابنه يوسف، كما يعبر القرآن الكريم: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}..
- إمامنا زين العابدين أيضاً له الحق في هذا البكاء الكثير، لأن الذي جرى في يوم عاشوراء أمر عظيم جداً..
- والإمام هو الذي بقي حياً من بين ذرية الإمام (عليه السلام)، وشهد قسماً من المعركة، وسمع قسماً من المعركة..
،
- لم يكن على إمامنا زين العابدين هيناً، أن يسمع استغاثة أبيه أبي عبد الله:
(هل من ناصر ينصرني)؟..
- والإمام لا يمكنه النصرة، لما كان فيه من المرض المانع..
،
- فإن رب العالمين من حكمته ابتلاه بالمرض، الذي يرفع عنه الجهاد..
،
- وبالإضافة إلى ذلك، ما رأى من بعد عاشوراء، من حوادث الهتك، وأسر بنات النبوة، وعلى رأسهن عمته زينب..
حقيقةً، إن ما جرى على إمامنا زين العابدين (عليه السلام) لم يكن بالأمر الهين!..
#نورانيات_الشيخ_حبيب_الكاظم ي