ماريا فرهاد ملكة جمال العراق 2021
منذ بواكير طفولتها شغل وهجها زميلاتها في المدرسة الابتدائية وازداد جمالها مع الانتقال إلى المرحلة الثانوية حتى بات يرافقها لقب "الملكة".
ماريا فرهاد، شابة عراقية تعيش في "بغديدا" بقضاء الحمدانية شمالي العراق، حيث المناظر الطبيعية الخلابة، حلمت ذات يوم فتحقق ما هاجسها وشغل خيالها في اليقظة والنوم.
كغيرها من العراقيين عاشت النزوح وهجرت ديارها بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي للحي الذي تعيش فيه بقضاء الحمدانية بمحافظة نينوى عقب أحداث يونيو/حزيران 2014.
أربيل عاصمة كردستان، كانت قبلة عائلتها ووجهتم الآمنة للخلاص من إرهاب "داعش"، إلا أن ذلك لم يمنع ماريا من الإصرار على تحقيق حلمها في أن تكون سيدة للجمال على بلاد الرافدين.
يقول والدها فرهاد: "ماريا ملكة جمال منذ نعومة أظافرها وإعلان ذلك على الملأ كان مسألة وقت ليس أكثر".
عقب العودة من النزوح، حصدت ماريا ذات العشرين ربيعاً، لقب "سيدة الجمال" سنة 2020 في مسقط رأسها بسهل نينوى وقبلها في عينكاوة، غير إن ماريا لم تتوقف عند هذا الحد.
انتظرت الفرصة الأكبر لتقول كلمتها حتى دعيت في مسابقة تبارت فيها 17 من الحسناوات على لقب "ملكة جمال العراق" في حفل أقيم في أربيل عاصمة إقليم كردستان.
ووسط منافسة محتدمة بين المتباريات، أعلنت لجنة الحكام في يوليو/تموز الماضي، فوز ماريا فرهاد بلقب "ملكة جمال العراق" لعام 2021.
ويقام المهرجان للمرة الأولى منذ عام 2014 برعاية رسمية واعتماد مباشر من وزارة الثقافة والآثار العراقية.
ورغم العديد من المهرجانات التي أقيمت خلال السنوات الماضية إلا إنها كانت تجري برعاية من مؤسسات غير رسمية.
وكان أول حفل رسمي أقيم لاختيار ملكة جمال العراق في عام 1947، والذي حصدت لقبه اليهودية ريميه دانهور.
طموح أكبر
يخبرنا والد ماريا ، عن اللحظات التي سبقت اختيار ابنته وتتويجها بلقب الملكة في يوليو/تموز الماضي.
كان يستقل سيارته الشخصية برفقة زوجته وعدد من أفراد العائلة للمشاركة في حفل اختيار ملكة الجمال التي تتبارى فيه ماريا، يقول وحشرجة تتداخل مع كلماته "يوم لن ينسى".
ومع الوقت ازدادت آماله في فوز ابنته: "ملكة للجمال ستخرج من بغديدا لا محال".
وعن لحظات ما قبل الإعلان عن اسم الفائزة تقول ماريا : "كان القلق سيد الموقف.. موقف ما كان أصعبه"، مضيفة: "أن تكوني ملكة للجمال على البلاد، ليس بالأمر السهل إطلاقاً ولكن ليس ذلك نهاية المطاف".
وتؤكد ملكة جمال العراق: "الجمال لا يعني الجسد والقوام فقط وإنما الروح والأخلاق".
ماريا من مواليد عام 2001 وهي الثالثة في ترتيب العائلة المكونة من ثلاث فتيات وولدين، وهي طالبة جامعية في المرحلة الأولى تدرس علوم الحاسبات.
تستذكر ملكة جمال العراق ظروفاً رافقتها والعائلة خلال سنوات النزوح ومواطن التنقل والعودة، مؤكدة أن ذلك "أكسبها قوة وعزيمة على المواصلة والاستمرار".
في لهجة مفعمة بالبراءة وبساطة التعبير تقول ماريا: "منذ صغري يلقبوني (ملكة) والحمد لله قد تحقق ذلك".
وتنهمك ماريا في أنشطة تطوعية تعنى بخدمة شرائح اجتماعية معينة، استعداداً منها نحو العالمية.
تؤكد ماريا أنها تفكِّر في المشاركة بمنافسات جمال دولية مستقبلاً، لكن ما ينقصها الآن هو المزيد من المشاريع الإنسانية التي تؤهلها لدخول تلك المسابقات.