كيف يحب طفلك المذاكرة؟
تتمنى كل أم لو يصبح ابنها الأفضل على الإطلاق، لذلك تبذل كل ما في وسعها لتضمن أن يكون تحصيله الدراسي جيداً، والأمر بالتأكيد في منتهى الصعوبة، حيث تقول عنه كثير من الأمهات:
إن المذاكرة مع الأطفال أصعب مهام الأمومة؛ فهي لا تعتمد على قدرتها فقط كباقي المهام، ولكن على استيعاب وتقبل الطفل، لذلك سنخبرك في هذا المقال عن الطرق المثالية لتعوّدي طفلك على المذاكرة وحده، والأساليب المناسبة ليحب الطفل المذاكرة.
العمر الأفضل لبداية المذاكرة مع الطفل
كلما كان عمر الطفل صغيراً في بداية تلقيه المعرفة، جاءت النتائج بشكل أفضل، ولكن يجب مراعاة ألا تبعثي في نفسه الرهبة تجاه الدراسة والمذاكرة، ولا تجعليه يجلس أمامك مكتوف الأيدي كي يحفظ الحروف أو الكلمات والأرقام، حتى لا ينشأ كارهاً لعملية المذاكرة.
وإنما ابحثي في تلك السن الصغيرة أيضاً عن المهارات التي يفضلها طفلك، كالتلوين أو توصيل الكلمات بالحروف أو الصور مثلاً، حتى تجعليه يحب أن يتعلم ويصبح لديه الرغبة في معرفة المزيد.
أخطاء شائعة للأمهات عند المذاكرة مع الأطفال
هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الأمهات بشكل مستمر، وتجعلهن غير قادرات على متابعة أبناؤهم وترغيبهم في الدراسة والمذاكرة، وهذه أبرزها:
جلوس الأم بجوار الطفل طوال الوقت أثناء حل واجباته المدرسية، وكأنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه، فيظل هكذا حتى يكبر ويدخل الجامعة، وتعتقد بعض الأمهات أن هذا السلوك الأمثل حتى تتأكد من أنه على الطريق الصحيح من ناحية، ولضمان عدم انصرافه عن القيام بواجباته من ناحية أخرى، وأحياناً تشعر الأم بالمتعة لقيامها بتلك المهمة خاصة في السن الصغيرة، وإذا كانت أم حديثة، إلا أنها بذلك تربط وجودها لديه بحل واجباته.
الرهبة التي تبعثها الأم في الطفل، والتي تمنحه الإيحاء بأن المذاكرة أمر كريه، وأنه أمر جبري، فلا تشعريه أن الأمر حياة أو موت، وأن المذاكرة وحل الواجبات هو الطريق الصعب للوصول لمكانة مرموقة، وإنما بسطي له الأمر، واجعليه يشعر بالمتعة أثناء التعلم.
تجنبي استخدام أساليب التهديد، بأن عدم المذاكرة سيؤدي به للعقاب القاسي، فإن ذاكر اليوم خوفاً من العقاب لن يذاكر بمفرده مطلقاً، بل ضعي المحفزات والمكافآت له في حال إنجازه واجباته، وفي بعض الأحيان ستضطرين لاستخدام العقاب ولكن مع بعض اللطف، خاصة إذا كان طفلك شقياً، فمثلاً إذا وعدك بإنجاز المطلوب، وخالف وعده، يمكنك إلغاء نزهته في الإجازة القادمة، مع وضع مخرج له، أنه حال إنجازه دروسه القادمة، ستعوضين له تلك النزهة.
قد تملين من كثرة الشجار والأوامر والمناهدة مع طفلك، فتكتبين الواجبات في نهاية اليوم بنفسك، أو تكمليها له، فأنتِ بذلك تعودينه على عدم المسؤولية، ويعلم أنه بقليل من الحيلة ستفعلينها بدلاً عنه كل مرّة، ولكن شجعيه باستمرار مع تهيئة المناخ المناسب، وفي هذا السياق، تأكدي من أن الواجبات المدرسية المفروضة عليه مناسبة له ولسنه، فإن لم تكن كذلك يمكنك الحديث بهدوء مع معلمته.
طرق المذاكرة الصحيحة مع الأطفال
المذاكرة عبارة عن مهارة يكتسبها الطفل بالتعود والممارسة، لذلك أنتِ تمتلكين الدور الأساسي في زيادة تلك المهارة لديه، فابدئي معه بالتدريج، منذ سن مبكرة، بداية من الروضة، وحينما يصل للمرحلة الإعدادية، ستجدينه قادراً على المذاكرة وحده دون أي تدخل منكِ، لذلك اجعليها ضمن أسس التربية.
عند البدء في المذاكرة، حاولي بين كل فترة وأخرى تركه وحده بأي حجة حتى وإن كانت الذهاب لتحضير الطعام، وتعمدي أن تجعليه يكمل صفحة واجبه وحده تماماً.
بعد الانتهاء من واجباته، راجعي معه كل ما فعله، وحاولي أن توضحي له أخطاؤه بشكل بسيط، وأثني على قدرته على فعلها بمفرده مرّة، وعلى خطّه مرة، على سرعته مرّة أخرى، وهكذا.
ساعديه إن طلب منك المساعدة، وامنحيه الفرصة ليفكر ويسأل، وأجيبي بشكل صبور، دون أن تتذمري من أسئلته الكثيرة.
كيف يحب طفلك المذاكرة؟
بالطبع الأولوية الأولى للأطفال والمراهقين هي اللعب واللهو، وهم لا يفضلون إطلاقاً الجلوس مقيدين بمهام ثقيلة عن الجلوس أمام التلفزيون، أو مشاركة أحدهم اللعب بالكرة، لذلك يتوجّب عليكِ محاولة جعل طفلك يجد في المذاكرة بعض المتعة، لتجعليه أكثر قدرة على الاستيعاب والتميز الدراسي.
ترتيب مكان الدراسة : نظافة الغرفة والمكان الذي يقضي فيه الطفل أغلب وقته، أمر هام جداً، وصحي أيضاً، فهو يجلس ويذاكر ويحاول استرجاع المعلومات التي قام بحفظها من قبل، فكلما كان المكان منظماً ومرتباً ورائحته طيبة، زادت قدرة الطفل حينها على الاستيعاب والتذكر، وهنا اجعليه يساعدك، فيختار المكان المناسب للمكتب الذي يجلس عليه، ووضع الكتب بشكل يريحه ويجعله أكثر رغبة في المذاكرة، كذلك أغلقي كافة الأجهزة الكهربائية المسلية من كمبيوتر وتلفاز وهاتف جوال، لأن كل هذه الأجهزة تشتت تركيزه وتجعل قدرته على الاستيعاب أقل.
تنظيم الوقت: تنظيم الوقت أمر هام عليكِ تعليمه لطفلك منذ صغره، فهناك وقت للمذاكرة وآخر للهو، لذلك لابد أن تشاركيه في وضع جدوله بنفسه، فهذا يزيد من ثقته بنفسه والاعتماد على ذاته في تحقيق ما يرغب، كما أنه سيكون أكثر رغبة في الانتهاء من واجباته لممارسة الرياضة المفضلة لديه أو الذهاب للجلوس أمام التلفاز.
فترات الراحة: من الصحي أن يكون هناك فترة راحة أثناء المذاكرة، لأن الإجهاد بالطبع يؤثر على الطفل ويجعله يفقد تركيزه، لذلك امنحيه وقتاً بعد الانتهاء من واجبات بعينها ليأخذ حماماً دافئاً أو ممارسة رياضة محددة، وعند العودة من المدرسة امنحيه بعض الوقت لينام قليلاً، ليسترخي ويستيقظ بنشاط لعمل واجباته.
الثواب والعقاب: يساعد مبدأ الثواب والعقاب على جعل الطفل أكثر رغبة في المذاكرة، ولكن احرصي أن يكون ذلك بحدود كافية حتى لا يكون الحافز الوحيد له هو تلك الهدية أو المكافأة، أو يكون العقاب.
البحث عن المواهب: يمثل التعليم جزءاً هاماً في حياة الإنسان، لذلك اجعليه منذ الصغر يفضله ويحبه، ووفري له فرص لتعلم المزيد عن نفسه واكتشاف مواهبه المختلفة، وساعديه على مواجهة المخاوف والشعور بالأمان عند تجربة أشياء جديدة، وامنحي الفرصة لطفلك لطرح الأسئلة حول العالم، واجعليه فضولياً يبحث عن التعلم ويحبه.
المذاكرة الجماعية: أفادت دراسة علمية بأن الدراسة الجماعية تساعد على جعل الطفل يحب المذاكرة، لذلك اجعليه يدعو أصدقاؤه ليقوموا بالمذاكرة معاً، وساعديهم على وضع خطة دراسية واضحة لتنفيذها سوياً، تلك المجموعات الدراسية سلوك اجتماعي يساعد على توضيح المفاهيم وإزالة الملل.
دمتم بخير