الصحفي الأمريكي جيمس فولي ضمن ضحايا "خلية الخطف"
أظهرت سجلات قضائية أمريكية أن عضوا بفرقة الإعدام التابعة لتنظيم داعش الإرهابي سيعترف بالذنب في تهم تتعلق بـ"مخطط قتل الرهائن الوحشي" في سوريا.
وكانت بريطانيا قد سلمت في العام الماضي مواطنيها ألكسندا كوتي (37 عاما) والشافعي الشيخ (33 عاما)، إلى الولايات المتحدة للمحاكمة هناك بعد توجيه اتهامات لهما بارتكاب جرائم قتل رهائن أمريكيين خلال انضمامهما إلى تنظيم داعش، وهما عضوان من أصل أربعة في فرقة إعدام عرفت بـ"البيتلز" بسبب اللكنة الإنجليزية الخاصة بهم.

ومن المقرر أن يمثل كوتي أمام محكمة المقاطعة الأمريكية في مدينة الإسكندرية في ولاية فيرجينيا عند الساعة 5:30 مساءً بالتوقيت المحلي للإقرار بذبنه، فيما رفض جيريمي كامينز، محامي الدفاع العام الفيدرالي الذي يمثل كوتي التعليق، بحسب مواقع أمريكية بينها "الحرة".




وتتهمه لائحة الاتهام بتنفيذ "خطط وحشية تتضمن خطف وتعذيب مواطنين أمريكيين ومواطنين من دول أخرى" في إطار "حملة دعائية" لداعش الإرهابي الذي دأب على ارتكاب أعمال وحشية من بينها تنفيذ الإعدامات علنا بقطع الرأس.
ومن بين الضحايا أربعة أمريكيين هم الصحفي جيمس فولي والصحفي ستيفن سوتلوف وعمال الإغاثة بيتر كاسيج وكايلا مولر، بالإضافة إلى مواطنين أوروبيين ويابانيين.
سجلات المحكمة لا تشير إلى أن المتهم الآخر الشافعي الشيخ قد قدم التماسا لتغيير أقواله، علما أنه من المقرر أن يمثل للمحاكمة في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقبل إلقاء القبض عليهما كان الشافعي وكوتي اعترفا في مقابلة تلفزيونية أنهما كانا جزءًا من فرقة "البيتلز"، معبرين عن استيائهما من مدى صعوبة الحصول على محاكمة عادلة.
ونشأ عنصرا داعش في المملكة المتحدة وصارا متطرفين هناك، قبل انضمامهما إلى التنظيم الإرهابي في سوريا عام 2012، وقد أسقطت عنهما لاحقا الجنسية البريطانية.
وهما عضوان في خلية من أربعة أشخاص، تقول مراكز دراسات أمريكية إنها مسؤولة عن خطف وقتل 27 شخصا بينهم مدنيون سوريون.
وقال الباحثان آن سبيكارد وأدريان شايكوفشي عقب لقائهما كوتي في زنزانة بسجن المنطقة الكردية (روج آفا) في شمال سوريا، إن "طرقهم السادية لم تكن لها حدود، وشملت الصلب والإغراق وعمليات إعدام وهمية".
وأضافا، في دراسة نشرها المركز الدولي لدراسات التطرف العنيف، أن الناجين تحدثوا عن "تصويب مسدسات إلى الرؤوس، ووضع سيوف على الرقاب، والضرب والتعذيب بالصعق" وجلسات إعدام مصورة.
وقُتل أبرز وجوه مجموعة "بيتلز" محمد إموازي الذي عرف بكنية "جون الجهادي" خلال غارة أمريكية في سوريا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وقُبض على كوتي والشيخ في يناير/كانون الثاني 2018 من طرف قوات سوريا الديمقراطية، ثم وضعا تحت رقابة الجيش الأمريكي في العراق بأكتوبر/تشرين الأول 2019 أثناء الهجوم التركي على شمال سوريا.
أما رابع المجموعة آين ديفيز فهو مسجون في تركيا على خلفية تهم إرهابية.
وكانت الولايات المتحدة تقدمت اعتبارا من 2015 بطلب إعانة قضائية لدى السلطات البريطانية للحصول على أدلة ضد الرجلين.
لكن لندن "علقت" التعاون عام 2018. وجاء ذلك بعد تلقي الحكومة البريطانية وابلا من الانتقادات لإحجامها عن المطالبة بعدم إنزال عقوبة الإعدام بحقهما في حال محاكمتهما، ما عد خروجا عن معارضتها المبدئية لعقوبة الإعدام.
والتزمت الولايات المتحدة نهاية أغسطس/آب من العام الماضي بعدم الحكم بالإعدام على المتطرفَين. في أعقاب ذلك استأنف القضاء البريطاني التعاون القضائي، ما سمح بتقديم أدلة مهدت لتوجيه تهم لهما وترحيلهما.