الطلاق بالتراضي يتزايد في إيران - صورة تعبيرية
كشف نتائج 56 دراسة وبحثاً أجريت في إيران عن أن الطلاق بالتراضي بات في ازدياد ما يهدد المجتمع الإيراني.
وأوضحت أنه "في فترة العشر سنوات بين 2009 و 2019، طالبت النساء أكثر من الرجال بالانفصال بالتراضي".

ولم تعد ظاهرة الطلاق وصمة عار على الأسرة الإيرانية كما كانت في السابق؛ إلا أن رجال الدين الحاكمين في إيران يشيرون إليها باعتبارها نموذجا "للضرر الاجتماعي" ويعتبرونها مخالفة لتوصيات الإسلام.
وفي إيران، ينفصل الأزواج بالاتفاق بسهولة أكبر مما قد يعتقد الكثيرون، وقد وردت تقارير عن احتفالات الطلاق في بعض المناطق الحضرية، الأمر الذي أثار دهشة بعض علماء الاجتماع.
وأشارت النتائج التي نشرها موقع "إيران واير" إلى أن "الطلاق أصبح تدريجياً طريقة مقبولة ومؤسسية في المجتمع الإيراني، مثل المجتمعات المتقدمة الأخرى، لإنهاء الحياة معًا، ولم يعد الزواج يعني قضاء العمر مع شخص واحد".


أسباب ارتفاع الظاهرة
ونشرت الدراسة العلمية الفصلية "المرأة والمجتمع" في عددها الأخير نتائج هذه الدراسة بعنوان "مراجعة منهجية للعوامل الكامنة وراء الطلاق بالتراضي بين الأزواج في إيران في العقد الماضي".
كما تناولت الدراسة الأبعاد الفردية للطلاق بالتراضي بين الإيرانيين، مشيرة إلى أن "أهم العوامل الفردية في انتشار الطلاق بالتراضي في إيران مثل المرض العقلي، والضرب، والكذب، والشك والتشاؤم، والخيانة الزوجية، ونفاد الصبر، والإدمان، والعلاقات الجنسية، والمعتقدات الدينية، ومستوى التعليم".
وتشير هذه الدراسة إلى أن العوامل الشخصية والنفسية مع 29 تكرارًا في البحث لها النصيب الأكبر في الطلاق بالتراضي، يليه الإدمان بـ 12 تكرارًا، ثم المشاكل الجنسية بـ 11 تكرارًا ، والإيمان بـ 10 مرات، والتعليم بـ 9 مرات".

كما بينت الدراسة أن العامل الثاني للطلاق في إيران، "ضعف في مهارات الاتصال والعوامل الأسرية والتدخل والعلاقات قبل الزواج"، مضيفة أنه "يعود الأساس الرئيسي للعديد من حالات الطلاق بالتراضي في إيران إلى التغيير في نمط حياة جزء كبير من الناس، حيث لم تعد القيم والعلاقات الدينية والتقليدية الأخرى تلعب دورًا رائدًا في الأسرة والعلاقات الاجتماعية والشخصية".
وتعد هذه الظاهرة من أهم سمات المجتمعات الناشئة مثل إيران، والتي تظهر السرعة العالية للتغيير الاجتماعي ونظام القيم الخاص بها، وأدى إدخال قيم خطاب الحداثة والتكنولوجيات الواسعة الانتشار أيضًا إلى تغيير سريع جدًا في الهياكل الاجتماعية والثقافية لمجتمعات مثل إيران.
وشهد المجتمع الإيراني أيضًا هذه التطورات الاجتماعية الواسعة والسريعة في السنوات الأخيرة؛ التغيرات الديموغرافية وتغيرات القيمة بين الأجيال ونمو التحضر والتغيرات الأساسية في أنماط حياة الناس هي بعض هذه التغييرات السريعة في العقود الأخيرة.