من اهل الدار
ادارية سابقة
تاريخ التسجيل: November-2012
الدولة: بغــــــــــــــداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 48,535 المواضيع: 8,156
صوتيات:
85
سوالف عراقية:
13
مزاجي: صامته.. و لم اعد ابالي
المهنة: مصورة شعاعية
أكلتي المفضلة: شوربة عدس .. وعشقي لليمون
آخر نشاط: 1/June/2024
الأدوية النفسية قد تُغير من سلوك الأسماك إذا تسربت إلى مصادر المياه
تُشيرُ دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ كمِّياتٍ صغيرةً من الأدوية المبدِّلة للمزاج المُستخدَمة لعلاج الاضطرابات النفسيَّة، والتي تتسرَّب إلى مياه الأنهار والسواقي, قد تُسبِّب تغيُّراً في سلوك بعض أنواع السمك.
وجد باحِثون من السويد أنَّ التعرُّضَ إلى دواء أوكسازيبام Oxazepam (دواءٌ مُهدِّئ) جعل الأسماكَ أكثر جرأةً وأقل اختلاطاً مع الأسماك الأخرى, إضافةً إلى زيادة سرعتها في الأكل.
فَسَّر الباحثون الأمرَ قائلين إنَّ كمِّياتٍ من هذا الدواء وأدوية أخرى تتسرَّب إلى المجاري المائيَّة المُتَّجهة نحو محطَّات مُعالجة مياه الصَّرف الصحي بعد أن يطرحها جسمُ الإنسان؛ وأبدى الباحثون قلقَهم من أنَّ تعرُّضَ الحياة البريَّة إلى مُستحضراتٍ دوائيَّة، مثل أوكسازيبام، يُمكن أن ينتجَ عنه عواقبُ غير متوقَّعة من الناحية البيئيَّة والتطوُّرية.
أجرى الباحِثون الدراسةَ عن طريق تقديم جرعة من دواء أوكسازيبام لسمك الفَرخ الأوروبي البرِّي؛ وكانت الجُرعةُ مُشابهةً للكمِّيات الموجودة من الدواء في المجاري المائيَّة في السويد. وجد الباحِثون أنَّه حتى آثار هذا الدواء، الذي يعمل على تغيير المزاج, بدت قادرةً على تغيير سلوك سمك الفَرخ البرِّي ومُعدَّل بحثه عن الغذاء.
قال الباحثُ الرئيسي توماس برودين، عالمُ البيئة لدى جامعة أومي: "تكون أسماكُ الفَرخ خجولةً عادةً، وتصطاد فرائسها ضمن أسراب؛ وهذه إستراتيجيَّة معروفة للبقاء والنمو. لكن، أصبحت الأسماكُ التي تسبح ضمن مياه تحتوي على آثار دواء أوكسازيبام جريئةً بشكل ملحوظ".
وأضاف برودين أنَّ أسماكَ الفَرخ التي تعرَّضت لهذا الدواء أصبحت أكثرَ استقلاليَّة، وغادرت السربَ الذي يمنحها الأمان، وبدأت بالبحث عن طعامها وحدها، ممَّا يُعرِِّضها إلى خطر التهامها من قبل أنواع أخرى من السمك. "و بالمُقارنة, بقيت الأسماك التي لم تتعرَّض إلى الدواء مُختبِئة في ملاذاتها الآمنة".
أشار الباحِثون إلى أنَّ تغيُّرَ سلوك الأسماك، من ناحية تناولها الغذاء بسرعة أكثر من المعتاد, يُمكن أن يُغيِّرَ من تركيبة الأنواع الأحيائيَّة في المياه؛ ويُمكن لهذا الاختلال في التوازن أن يُغيِّرَ مجريات الحياة البيئيَّة مع الوقت, مثل تفتُّح الطحالب.
ونوَّه الباحِثون إلى أنَّ التعرُّضَ لدواء أوكسازيبام يجعل الأسماكَ أيضاً أقلَّ اختلاطاً مع باقي أفراد السرب, ممَّا يجعل منها فرائسَ سهلةً لأنواع أخرى من الأسماك المُفترسة. قال برودين: "فقدت أسماكُ الفَرخ التي تعرَّضت لدواء أوكسازيبام اهتمامَها بالسباحة ضمن السرب, بل وصل الأمرُ ببعضها إلى الابتعاد بقدر المُستطاع عن البقيَّة".
أشار مُعدُّو الدراسة إلى أنَّ أسماكَ الفَرخ البريَّة في أنهار وسواقي السويد قد تمرُّ بتغيُّرات مُشابِهة، لأنَّ تراكيزَ الدواء التي وُجِدت في عضلاتها كانت مُشابِهةً للتراكيز التي وجدها الباحِثون في الأسماك التي فحصوها في الدراسة. ونوَّه الباحِثون أيضاً إلى تعرُّض الأسماك البريَّة إلى أنواع أخرى من الأدوية؛ ممَّا قد يُضاعِف من التأثيرات في سلوكها والنظام البيئيِّ.
وأشار الباحِثون إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث للتحرِّي عن تأثيرات الأدوية في الحياة البريَّة والأنظمة البيئيَّة.
قال جيركر فيك، مُساعدُ مُعدِّ الدراسة: "لا يكمن حلُّ هذه المُشكلة بالتوقُّف عن تقديم الأدوية للمرضى الذين هم بحاجة فعليَّة لها, إنَّما في مُحاولة تطوير محطَّات مُعالجة لمياه الصرف الصحي تعمل على منع تسرُّب المواد الكيميائيَّة الضارَّة بالبيئة من الأدوية أو احتجازها".
هيلث داي نيوز, ماري إليزابيث دالاس, الجمعة 15 شباط/فبراير