علاج محتمل لسرطان الدماغ البشري
اكتشف فريق من الباحثين علاجًا للورم الأرومي الدبقي، ستكون له آثار واعدة على النسخة البشرية من هذا السرطان العدواني الذي ينمو بالدماغ.
وجاء ذلك نتاج تعاون فريق من الباحثين في جامعتي تكساس إيه آند إم ونورث وسترن وشركة إيمونوجينيسيس.
وتصف دراسة نشرت في دورية "كلينيكال كانسر ريسيرش"، وهي مجلة تابعة للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، نتائج المرحلة الأولى من التجربة السريرية التي أجريت في كلية تكساس إيه آند إم للطب البيطري والعلوم الطبية الحيوية و المستشفى البيطري التعليمي الطبي.
وكجزء من التجربة، استخدم الباحثون دواءً للعلاج المناعي طوره الدكتور مايكل كوران ، عالم المناعة ومؤسس شركة إيمونوجينيسيس، حيث قام الباحثون باختبار عقار STING (محفز لجينات إنترفيرون) تم حقنه مباشرة في ورم أرومي دبقي لخمسة كلاب تم تشخيصها سابقًا بالسرطان، وهو ثاني أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعًا في الكلاب.
وكشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي المأخوذة من المرضى على مدار التجربة التي استمرت 10 أشهر أن بعض الكلاب، حتى مع جرعة واحدة، استجابت للعلاج بتخفيضات واضحة في حجم الورم، بما في ذلك استجابة كاملة اختفى فيها الورم تمامًا، مما دفع الفريق إلى استنتاج أن هذا العلاج يمكن أن يؤدي إلى استجابة مناعية قوية ومضادة للورم وقد تكون فعالة للغاية في علاج الأورام المتمردة مثل الورم الأرومي الدبقي.
واستندت هذه التجربة السريرية إلى بحث سابق أجراه الدكتور جوناثان ليفين ، أستاذ علم الأعصاب ورئيس قسم العلوم السريرية للحيوانات الصغيرة، والذي حلل مجموعة بيانات جينومية ضخمة للكلاب تم جمعها من عينات الورم الدبقي المتعددة، ووجدوا أن الأورام الدبقية في الكلاب والبشر متشابهة جزيئيًا ، مما يشير إلى أن هذين المرضين لهما عملية طفرة مماثلة مسببة للسرطان من شأنها أن تتيح استراتيجيات علاجية مماثلة
وتميل الأورام الدبقية التي تصيب البشر والكلاب إلى سوء التشخيص، حيث يصعب إزالتها جراحيًا والعلاجات التقليدية لها آثار جانبية متعددة ومكلفة، حتى بعد الجراحة عالية الخطورة لإزالة الورم والعلاج الإشعاعي و أو العلاج الكيميائي ، قد يعيش الأشخاص المصابون بالورم الأرومي الدبقي بضعة أشهر فقط.
وتقول الدكتورة بيث بودرو، أستاذ مساعد في طب الأعصاب "في التجربة السريرية للكلاب، لم تخضع الكلاب لعملية جراحية لإزالة أورامها ، مما حد من الجرعة التي يمكن أن نقدمها بأمان، وفي البشر المصابين بالورم الأرومي الدبقي ، سيتم دمج العلاج مع الجراحة ، مما يحسن سلامته وفعاليته، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لتحديد دور هذا العلاج في علاج أورام المخ في الكلاب."