مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ؟ قُلْ لي: دَقّتِ السّاعَةْ
وَبَدِّدِ اللّيْل.. فَالأَحْلامُ مُلْتاعَةْ
مَليكَةُ الوَحْيِ، وا فَنّاهُ، قَدْ تَرَكَتْ
مَدينَةَ الشِّعْرِ لِلشُّرّاءِ والباعَةْ
مَنابِعُ الوَقْتِ جَفّتْ فَالمَدىٰ ظَمَأٌ
وَالوَهْمُ راضٍ إذا ما اسْطَعْتَ إِشْباعَهْ
(الحُزْنُ) يَبْرَأُ مِنْ دَمْعٍ وَمِنْ أَلَمٍ!
(الرّوحُ) تَدْمَعُ.. وَالأَحْزانُ شَمّاعَةْ!
أَنا المُعَنّىٰ بِحَمْلِ الذِّكْرَياتِ عَلىٰ
طَريقِ شَوْكٍ يُعَنّي الشّوْكُ أَشْياعَهْ
أَضيعُ في ضَجّةِ الأَقْلامِ مُنْحَدِراً
في صَفْحَةٍ مِنْ كَلامِ السّمْعِ والطّاعَةْ
يا ضَيْعَةَ الماسِ في بَحْرِ الزُّجاجِ
أَنا الذي سَقىٰ مِنْ حِياضِ اللّوْنِ أَتْباعَهْ
يا روحَ شِعْري بَريقُ الكِبْرِياءِ مَعي
أَصوغُ فَنّاً يَوَدُّ الفَنُّ إِبْداعَهْ!
سَدِّدْ سِهامَكَ في نَحْرِ التّشابُهِ وَال
أَشْباهِ فَالدُّرّةُ العَذْراءُ لَمّاعَةْ..
تَعيشُ أُغْنِيَتي في لَيْلِ سامِعِها
تَصيرُ أَلْحانُها عَزْلاءَ مِطْواعَة
ناصر أحمد جاسم