كَلامُكِ يَفْتَحُ الآفاقَ فَنّاً
فَأَغْرَقُ ضِمْنَ تَيّارِ الفُنونِ
فَتَنْتِ مُتَيّماً بِالشِّعْرِ يَهْذي
فَنادَتْكِ القَوافي: يا فُتوني
مُحاطٌ بِالخَواءِ أَدورُ حَوْلي
بِطَوْقٍ مِنْ جَمالٍ طَوِّقيني
سَأَغْرَقُ في تَلَأْلُئِكُمْ وَأُخْفي
خَبايا القَلْبِ في صَدَفٍ أَمينِ
وأَقْطَعُ حَبْلَ مَنْجاتي لِأَنّي
أَرى المَنْجاةَ مَوْتاً صَدِّقيني
مَلاذي أَنْتِ مِنْ نَفْسي إِذا ما
تَقاتَلَتِ الهَواجِسُ في شُجوني
لَكِ الأَشْعارُ يا قَمَرَ الأَماني
فَقَدْ طَهّرْتِ مِنْ ظَنّي يَقيني
أُطَوِّعُ في حُضورِكِ كُلّ بَيْتٍ
تَسَكّعَ في حَوانيتِ الأَنينِ
مَشَيْتِ عَلى انْبِهاري بِاخْتِيالٍ
يَليقُ بِكِ التّمايُلُ كَالغُصونِ
تَعالي تَرْجِمي الأَشْواقَ وَصْلاً
فَدينُ الحُبِّ وَالعُشّاقِ ديني
أَنيري ظُلْمَةَ النِّسْيانِ حُبّاً
وَكوني لِلْهَوى أَوْ لا تَكوني
نَسيتُ نَهارَكُمْ وَنسيتُ حُلْمي
فَيا ذِكْرى المَحاسِنِ ذَكِّريني
وَيا أَيْقونَةَ الشُّعَراءِ مَهْلاً
أَنا المَذْبوحُ بُعْداً قَرِّبيني
لِأَفْتَحَ بِالتّأَمُّلِ أَلْفَ بابٍ
وَأَكْتُبَ أَلْفَ بَيْتٍ يَعْتَريني
بِإِعْصارِ التَّعَقُّلِ ضاعَ قَوْلي
أَمِشْكاةَ التّصَوُّفِ نَوِّريني
طُقوسي لا تُساوي رَمْلَ بَحْرٍ
قَرابينُ الطّليقِ إِلى السّجينِ
لَبِسْتُ جَلالَةَ الرُّهْبانِ لكِنْ
عَلى جَسَدِ التّهَتُّكِ وَالمُجونِ
أَنا الحَلّاجُ إِلْغازاً وَسِحْراً
مَتى أَصْرُخْ بِحَدْسي تَصْلُبوني
بِمِحْراثِ التّوَتُّرِ جَفّ حَقْلي
فَأَحْيَتْهُ سُيولٌ مِنْ سُكونِ
أُعَتِّقُ بِالخَيالِ نَبيذَ خَوْفي
وَأَسْكُبُ في كُؤوسِ الوَقْتِ طيني
ظَهَرْتِ بِهَيئةِ الأَحْلامِ شَكْلاً
تَوَشّى بِالإشارَةِ يَصْطَفيني
جَلالُ الدّهْشَةِ العَذْراءَ يَطْغى
وَيَبْدو في الحَديقَةِ كَالعَرينِ
فَيا نَبْعَ البَلاغَةِ ماتَ حَرْفي
بِصَحْراءِ الكَلامِ المُسْتَكينِ
وَيا نَجْمي بِلَيْلٍ مِنْ عَماءٍ
وَيا حائي وَيا دالي وَسيني

ناصر أحمد جاسم