- ﺻﺎﻓﻲ ﺻﻔﺎ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ (ﺭﺽ)ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ (ﻉ) ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻨﺠﻒ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻐﺮﻱ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﻮﺍﺩﺓ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ... ﺛﻢ ﺃﻗﺘﺮﺑﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺇﻋﺮﺍﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺣﻤﻼً ﺛﻘﻴﻼً... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻨﺎﺯﺓ، ﻓﻮﻗﻒ، ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻌﺮﻓﻪ..ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻉ): ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻣﻘﺪﻣﻚ؟ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ.... ﻗﺎﻝ ﺍﻹ...ﻣﺎﻡ (ﻉ): ﻣﺎﺣﺎﺟﺘﻚ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻭﻟﻤﻦ ﻫﻲ؟ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺗﻮﻓﻲ، ﻭﺃﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻲ ﺃﺩﻓﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ...ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻉ): ﺃﺗﻘﻄﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻟﺘﺪﻓﻦ ﺃﺑﺎﻙ ﻫﻨﺎ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻤﻦ ﺗﻔﻨﻪ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ؟...ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻲ، ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺃﺩﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ...ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ(ﻉ): ﺃﻟﻢ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﺬﻟﻚ؟ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻧﻌﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺭﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺩﻓﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﺃﺟﺎﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎﻳﻜﺮﻫﻪ، ﻭﻣﻦ ﻧﺎﻝ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﻻﺗﺴﻌﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻻﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺣﺒﻪ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺑﻐﻀﻪ ﻛﻔﺮ، ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻤﻦ ﺃﻗﺘﺪﻯ...ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻉ): ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻻﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ(ﻉ): ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺃﻧﺎ..ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﻭﻳﺒﻜﻲ..ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ(ﻉ): ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ، ﻓﺴﻮﻑ ﺃﺗﻮﻟﻰ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻓﻨﻪ..ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻫﻨﻴﺌﺎً ﻷﺑﻲ، ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﻋﻨﺪﻙ، ﻓﻮﺟﺪﻙ ﺣﺎﺿﺮs ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺸﺮﻑ ﺻﻼﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻓﻨﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭﻙ..ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻉ): ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﻳﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ؟ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺇﻧﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺳﻤﻌﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳﻤﻚ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً