السَوانح.. -شعر-
بواسطة : عبدالله البيك -
وقَالَ مُتَكرِماً:
رَاقَصَتْ انَامِلُكَ القَوافي الحِسَان.
فقلتُ شّاكِرَاً:
كـانت تُـراقِصُني يَـوماً عـلى خَجَلٍ..
مَـيـسَـاء مَـــا طَــرِبَـت إلاّ لِـشَـادِيها..
غَـيـدَاء تُـمـطرُني بـالـوَحي مُـشْتَعِلاً
لَـمـيَاء تُـسـكرُني مــن ثَـغرِ سَـاقيها..
تــذوبُ لُـطـفاً وتَـصفُو فـي عُـذُوبتِها
كَــــأنَّ كُـــلَّ جَــمـالٍ كــامـنٌ فـيـهـا..
تَحُومُ حولَ اْشتِهَاءِ الوَصْلِ في غَنَجٍ
يَـا لـيتَ كلَّ الأمَاني البِيض تَكفيها..
تــهـوى دَلالاً؛ فـــلا أَنـفَـكُ مُـنْـشَغِلاً..
تُــغْـرِي فُـــؤادَاً؛ وَلـكـنْ لا أُجَـاريِـها..
فـمـا عَـسَـاي بــأنْ أستـافَ نشـــوتها
والـعُمْرُ يَـجْري وهَمّي في أقَاصِيها..
فـاسْـتَعصَمتْ سَـنَواتٍ فـي خَـفَارتِها
ومَــا غَــدت تَـتَـعَاطى خَـمرَ قَـاليِها..
الــنَـارُ تـخْـبـو إذا أَهْـمَـلـت جّـذوتـها
والـكَـأسُ تُـسكِرُ مَنْ بالكَرْمِ يسقيها..
هــبْ نـفـسَكَ العُمرَ آفـاقـاً وأجـنِحَةً
نَـحْـوَ الـخُـلودِ فــإنَّ الـعَـزْمَ يُـعْلِيها..
واسْـتَزرع الـخَيْرَ في الدُنيا فبهجتُها
ان تَـسْـتَفيقَ عَـلـى أسْـمَى مَـعَاليها..
الميساء: المتبخترة المتمايلة.
الغيداء: الحسناء اللينة الناعمة.
اللمياء: ذات الشفتين الساحرتين.
همّي: همتي وطماحي.
قاليها: هاجرها والمنزوي عنها