علوي هاشم الخضرواي
فرحنا بالهوى ثم إنسحبنا
حيارى خائبين، وخاسرينا
نخافُ من المشاعرِ شاهقاتٍ
ونرجفُ حين نطعمها بنينا
نحاولُ أن نعودَ كما ولدنا
خفافاً كالرياح مسافرينا
خرجنا واثقين بكلِ حلمٍ
ولكنا رجعنا نادمينا
بكينا للسماءِ فأتحفتنا
بقافلةٍ محملة يقينا
ليالينا التي شاخت غناءا
نسيناها وعفرنا الجبينا
وفينا للأذانِ وكم تركنا
صلاة الفجر ساخطةً سنينا
نحاكي الله ننسى كل شيئ
ونفرحُ حين يمطرنا جنونا
تحاشاني الهواءُ وكشرت لي
دروبٌ كنت أسقيها الحنينا
رضينا بالقليل من الأماني
وغادرنا المطامح صاغرينا
وشذبنا الرؤى ثم انثنينا
من الأحزان نندبُ صارخينا
أخيراً أيها المضطر نمنا
نسينا بعد عاصفةٍ نسينا
لأجلكَ هانت الدنيا وإنا
بها للان نلهجُ شارحينا
نسيرُ واننا الجوعى لموتٍ
وحب الله يخبزنا عجينا
بتنور الهيام قد احترقنا
فلا متنا هناك ولا حيينا
على الأرض السلام فقد رحلنا
وفارقنا المجرة سالمينا
على سفرٍ اذا التفتت قلوبٌ
لغير الله نسجدُ تائبينا
نجاهد بالخفاء جموح طينٍ
ونأبى أن نهون وأن نلينا
وصلنا بعد ملحمةٍ ولكن
شقينا في النزال أجل شقينا..