فاعلية لقاحات «كوفيد 19» تتضاءل بعد نحو 6 أشهر 26 / 8 / 2021م - 11:18 ص

تتضاءل الحماية التي تقدمها جرعتان من لقاحي «فايزر» و«أسترازينيكا» بعد أقل من ستة أشهر من تلقيها، حسبما أظهرت دراسة بريطانية لبيانات جُمعت من تطبيق هاتفي، ما يشير إلى أن جرعات معززة قد تكون ضرورية لضمان حماية مطولة.
تأتي النتائج الأخيرة بينما تسعى عدة دول لتقديم جرعات إضافية لمن تلقوا اللقاح بالكامل، وهو ما انتقدته منظمة الصحة العالمية في وقت لم يتلقَّ ملايين الأشخاص حول العالم بعد أي جرعة على الإطلاق.
وأظهر لقاح «فايزر» فاعلية بنسبة 88% بعد شهر على الجرعة الثانية، لكن حمايته تتراجع إلى 74% بعد خمسة إلى ستة أشهر، حسب التحليلات الأخيرة للبيانات التي أجرتها «دراسة زوي كوفيد»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. واستخدمت الدراسة بيانات حقيقية من العالم جُمعت من تطبيق هاتفي لديه أكثر من مليون مستخدم ناشط، يقومون بإدخال تفاصيل عن لقاحاتهم ونتائج فحوصهم، يحللها الباحثون فيما بعد ومن بينهم علماء في جامعة «كينغز كوليدج» بلندن.
وشملت الدراسة أكثر من 1,2 مليون من نتائج الفحوص والمشاركين. وتراجعت الحماية المقدمة من «أسترازينيكا» من 77% بعد شهر على الجرعة الثانية، إلى 67 بعد أربعة إلى خمسة أشهر. وأكد كبير العلماء في تطبيق زوي، البروفسور تيم سبكتور، الحاجة إلى مزيد من المعطيات بشأن تغيّر فاعلية اللقاح بين مختلف الفئات العمرية.
وفي المملكة المتحدة، ارتفعت أعداد الإصابات بشكل كبير بعد إلغاء القيود الاجتماعية في يوليو «تموز»، لكنّ حالات الدخول إلى المستشفى بقيت مستقرة خلال الشهر الماضي. غير أن سبكتور وهو بروفسور في علم الأوبئة الجينية في جامعة «كينغز كوليدج»، حذّر من أن تضاؤل فاعلية اللقاح بين الأكثر عُرضة لمخاطر الإصابة، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفى، والوفيات مع حلول الشتاء.
وقال: «أعتقد أنه في أسوأ سيناريو معقول، يمكن أن تنخفض الحماية دون 50% بالنسبة لكبار السن وعمال الرعاية الصحية بحلول الشتاء».
وإذا ما استمرت معدلات الإصابة في الارتفاع مدفوعة بالمتحورة «دلتا» الأشد عدوى، وتخفيف التدابير، «فإن هذا السيناريو يمكن أن يعني مزيداً من حالات دخول المستشفى والوفيات». وأضاف سبكتور: «هناك حاجة ملحّة لوضع خطط للقاحات معززة». وقال إن على المملكة المتحدة أن تقرر ما إذا كان تركيزها الحالي على تلقيح الأطفال «منطقياً إذا كان هدفنا خفض الوفيات ودخول المستشفيات».
تأتي هذه الدراسة في أعقاب دراسة أخرى أجراها علماء جامعة «أكسفورد» ونُشرت الأسبوع الماضي، توصلت إلى أن فاعلية لقاح «فايزر» تتراجع بشكل أسرع مقارنةً بلقاح «أسترازينيكا».
وبدأت المملكة المتحدة حملة تلقيح كبار السن والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة، في ديسمبر «كانون الأول» العام الماضي، ولذا فإن هاتين الفئتين تمثلان غالبية الأشخاص الذين كانوا ملقحين بالكامل لنصف سنة، وهم الآن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.