النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

زمن تعليق الفوانيس – عبد الرسول الغريافي

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 232 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,969 المواضيع: 8,205
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 28179
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: بيع كتب
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    زمن تعليق الفوانيس – عبد الرسول الغريافي


    زمن تعليق الفوانيس – عبد الرسول الغريافي
    ثمة تناقضات تشكل إحجيات يصعب حلها حتى على من عاصرها في ذلك الزمن الجميل وعاش في أوساطها ولكنه لم يعر تلك الظاهرة أي اهتمام أو لم ينتبه لتفاصيل خدماتها !

    الأستاذ عبد الرسول الغريافي
    فكيف لأهل بلد مثل القطيف في زمن كانوا يعلقون فيه فوانيس الكيروسين على جدران أزقة و (زرانيق) وسوابيط وطرقات أحيائهم من أجل الإنارة البدائية في العصر نفسه الذي كانوا فيه متمكنين من الإستمتاع بمشاهدة أفلام أجنبية مدبلجة بالإضافة إلى أربعة أفلام مصريه في كل أسبوع عبر شاشات التلفاز الذي ينتشر في القطيف وأنحاء الشرقيه وبعض دول الخليج كالبحرين والكويت، وهو الوقت نفسه أيضا الذي لايمكن لأي عائلة مصرية أن تستمتع بمشاهدة مثل هذه الأفلام التي هي من إنتاج بلدها وذلك عن طريق التلفاز في داخل بيوتها إلا في دور السينما فقط رغم توفر الكهرباء والإناره الكهربائية عندهم في مدن مصر الرئيسية ودون الحاجة لتعليق فوانيس الكيروسين على جدران أحياء تلك المدن الكبيره – مثلما يفعله أهل القطيف أو بعض مناطق الخليج، ورغم أنها -أيضا- الدولة الرائدة في إنتاج الأفلام العربية على مستوى الوطن العربي والمصدر الأكبر لتلك الأفلام في الوطن العربي حيث بدأت في الإنتاج وعلى مستوى تجاري منذ أن كان أول تصوير سينمائي لها في الإسكندريه عام 1907م وكان أول فيلم روائي طويل أنتجته في عام 1923م. وواقعا أنها من أوائل دول العالم التي عرفت الفن السينمائي وذلك عام 1896م.
    فماهو الحل لهذين اللغزين اللذين يعجز عن حلهما أبناء عصرنا الحديث ولا يكادوا يصدقونه حتى وإن بدت الحلول أمامهم جلية؟
    للتوصل إلى طريقة تكشف لنا عن سر هذا اللغز، علينا أن نبدأ بتحليل هذه المعادله وهي أنه في عام 1955 عندما قام المنتدب الأمريكي هارولد تالبوت بزيارة مرافق أرامكو بالظهران وتفقد الموظفين الأمريكيين فقد أوصى بأن تكون ضمن توفير إحتياجاتهم هو إنشاء محطة تلفزيونية، وبالفعل! أنه في عام 1957م قد تم ذلك حيث بدأ بث القناة بموجة تحمل رقم 2 لكونها ثاني محطة تلفزيون في الشرق الأوسط (بعد العراق بعام واحد- 1956) فكانت أول محطة في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية بأكملها. وفي منتصف الستينات أصبحت تعرف بالقناه 2 و13 الظهران. ولكون أن شركة أرامكو هي شركة صناعيه عالميه منتجة للبترول فقد كان لزاما عليها أن تمتلك محطة كهرباء خاصة بها لتغذيها بالطاقة الكهربائية اللازمه ومقتصرة على منطقة شركتها في الظهران، والتي كانت تعرف بشركة كهرباء مقاطعة الظهران. أما بقية المناطق المجاورة فهي بلا كهرباء ولكنها تستقبل بث القناه 2 التلفزيونيه وتستمتع بمشاهدتها! فكيف يكون ذلك؟ كان البعض من الأهالي المقتدرين يستخدمون مايعرف (بالماطور) وهو مولد كهرباء صغير الحجم يعمل بالبنزين أو الديزل وكان يفي بالحاجة البسيطة لبعض البيوت لتشغيل بعض مصابيح التنجستن (الكهربايه او اللمبه) والمروحه (البانكه) كما ويمكنها أن تمد التلفزيون بالطاقة الفولتيه اللازمة لتشغيله. والظريف في الأمر أن بعض المنازل تشغل هذه المواطير لوقت محدد ثم تعود لإشعال الفوانيس ولسراجات (لمبات القاز) ولتريكات واللالات بعد أن تطفأ (تبند) المواطير.
    في ذلك العصر، كانت بعض المقاهي والأندية الرياضية تستخدم المواطير من أجل تشغيل التلفزيونات لكونها تشكل دخلا لكل من أصحاب المقاهي والأندية الرياضية إذ كان على المشاهد أن يدفع من قرشين إلى أربعة قروش لدخوله صالة التلفزيون بالإضافة إلى مايطلبه المشاهد من شاي وحليب وحب (فسفس) أو علكة يمضغها أو (شاكليت) للتسلية أثناء المشاهدة وذلك من أصحاب المقاهى أو ممن يقومون بخدمات النادي مقابل دفع بعض القروش، وبالنسبة لأعضاء ولاعبي النادي فهم يتمتعون بمجانية المشاهدة في أي وقت شاؤوا. ومن الملاحظ -أيضا- إن أولاد من يمتلك تلفزيونا في منزله فإن نصف (أهل الديرة) هم من أصدقائهم تقربا وتزلفا إليهم فلعلهم يحظون برضاهم ومن ثم استضافتهم من أجل الإستمتاع بمشاهدة بعض الأفلام في منزلهم. ومن الطبيعي أن هناك ليال يكون فيها الإقبال قليلا على المشاهدة وأحيانا يكون الإقبال كبيرا وتكون حينها المجالس والأندية والمقاهي مزدحمة حسب المناسبات والعطل الأسبوعية وحسب نوعية الأفلام التي يعرفها المشاهدون مسبقا من خلال جدول (برنامج) إسبوعي يعده تلفزيون أرامكو مطبوعا على ورق A4 يحمل عناوين الأفلام والبرامج وأوقات عرضها وأيامها طيلة كل إسبوع قادم، و كانت هذه الجداول توزع عند ورش صيانة التلفزيونات ومحلات بيعها وفي الأندية والمقاهي إذ كان يكلف أحد موظفي أرامكو بتوزيعها في هذه الأماكن كما وقد كان البعض من الموظفين يجلبون معهم مجموعة نسخ لتلك البرامج لتوزيعها على الأهل والأصدقاء. وكان لكل برنامج أو فيلم أنصاره الخاصين به؛ فالجميع يتهيأ لمشاهدة فيلم وحش الشاشة فريد شوقي أو رشدي أباظه -مثلا- وخصوصا إن كانوا خصومهم محمود المليجي أو توفيق الدقن، وفي اليوم الثاني إن كان الفيلم جديدا و(حسب الطلب) فإن المشاهدين يقصون أحداثه لمن فاته قطار المشاهدة أو لمناقشته وتحليله وخصوصا في الصباح الباكر عندما يجتمعون في حمامات الحي المسقوفه للإستحمام والتي تشبه برك السباحة فهي بمثابة مجالس لتبادل الأحاديث والتي أزيلت في صيف 1972م ليحل محلها حمامات الرشاشه (الدش/الشاور) والتي أزيلت هي الأخرى في عام 2009م وكذلك في أوقات فسح المدارس أو في المجالس. وللشباب حماسهم عند مشاهدة الأفلام الأجنبية وبالأخص أفلام الكاوبوي كمسلسل بونانزا (الأبطال الأربعة: كارترايت وأولاده جون وآدم وهاوس) وقطعان المواشي وأزيز الرصاص والأفلام الجميلة الأخرى مثل عالم الغاب وعائلة بيركلي والمهرجون الثلاثة وغيرهم، وكان لهذه الأفلام على المراهقين تأثير شديد في تقليدهم. وأما النساء فلهن أذواقهن الخاصة في الميول لبعض الممثلات كدلوعة الشاشة شاديه والأفلام التي تستدر دموع العاطفة كأفلام أمينه رزق وغيرها، وللأطفال أيضا أفلامها الخاصة بها كبرنامج بابا حطاب وأفلام بيفلو بيل الصغير وأخته كلاميتي وكذلك أفلام الكراتين مثل لورل وهاردي وتوم وجيري المخضرم وغيرهم.

    أما إن أردنا أن نعرف سبب سبقنا لمصر في مشاهدة الأفلام المصرية عبر شاشات التلفزيون في بلادنا فعلينا أن نعرف أن العدوان الثلاثي على مصر هو السبب في تأخير إنشاء محطة تلفزيونيه مصرية، ولكنها لم تفتتح إلا في عام 1960م. وبهذا تكون شركة أرامكو قد سبقت مصر بأربع سنين مع أنه كان من المفترض أن يكون افتتاح تلفزيون مصر في وقت أبكر لولا العدوان الثلاثي الذي شغل مصر عن ذلك علما بأنه قد تم بث تجريبي عدة مرات بين الأعوام 1951 و 54 ولمدد قصيره.
    لقد كانت خدمة تعليق الفوانيس في طرقات القطيف بالطريقة التقليديه ظاهرة قديمة جدا، قد يكون أصل من جلب فكرتها هم الأتراك أو أنهم قد تبنوها من المجتمع العراقي. ففي كل يوم وقبل غروب الشمس ترى رجلا يحمل على ظهره مجموعة من الفوانيس وفي يده سيخ على شكل علاق وعلى كتفه سلما خشبيا تقليديا وهو يطوف بين أزقة الحي فيمر عند أماكن معينه حيث وجود مسامير حدادية (مسامير كبيره يصنعها الحداد) مسمرة في أعالي الجدران أو سلاسل مثبتة من طرفها العلوي على تلك الجداران ومزودة بالطرف السفلي بخطاف لحمل الفانوس وذلك في مناطق مظلمة كالسوابيط أو الزرانيق (الأزقة) فيعلق الفانوس بواسطة السيخ إن كان الخطاف او المسمار قريبا أو يضطر إلى استخدام السلم إن كان عاليا جدا، فيمر على جميع المواقع المكلف بها ليعلق جميع ماعنده من فوانيس قبل ظلام الليل، ويزداد أعداد الفوانيس المعلقة في شهر رمضان المبارك لكثرة حركة الناس ليلا للإستماع للقرآن الكريم وخروج الأطفال للعب. وفي الصباح الباكر وقبيل شروق الشمس يعود لتنزيل هذه الفوانيس التي علقها ليلا ويطفيء أنوارها ثم يعود بها لتنظيفها وملئها بالكيروسين ثانية وتركيب الفتيل حين يستهلك وتصليح (الفولك) الذي بواسطته يتم التحكم في تصعيد أو تنزيل الضوء. لقد كان الأهالي يدفعون لهم لقاء خدماتهم هذه رواتبا وفيما بعد تولت أمر دفع رواتبهم البلدية. لقد استمر تعليق الفوانيس حتى دشنت الكهرباء في القطيف وذلك في بداية الستينات من القرن الماضي وكان أوجها في عام 1383هج الموافق 1963م وكانت الشركة المسؤولة هي شركة كهرباء مقاطعة الظهران والتي كان أصلها أرامكو.
    لقد كانت الفرحة كبيرة على الأهالي وكان البعض ممن يحصلون على التيار الكهربائي في منازلهم يقيمون وليمة ويشيع الخبر أن بيت فلان قد تم إدخال الكهرباء إليه وفي مغربيتها عندما يضئ المصباح الذي يعلو بوابة البيت يتجمع حوله الأطفال وهم يغنون ويصفقون بفرحة الإنارة وقد نسمع صوت الفتيات يرددن:
    ولعت الكهربايه
    على شأن الفتايا.
    لقد كانت مهنة تعليق الفوانيس في القطيف مهنة رائجة ووسيلة دخل لكثير من الناس الذين إمتهنوها حيث كانت فكرة إنارة الطرقات هذه متبعة في عشرات من أحيائها وقراها وقد استمرت خدمات تعليق الفوانيس هذه حتى بعد دخول الكهرباء في القطيف لفترة من الزمن بسبب عدم التغطية التامة للكهرباء لجميع المنازل حيث كانت في البداية مقتصرة على منازل المقتدرين فقط وبالتالي لم تكن الإنارة الكهربائية تخدم جميع الطرقات وإن كان فتح الشوارع في القطيف والمعروف (بالقص) جاء متزامنا مع دخول الكهرباء (وخصوصا شارع الملك عبد العزيز) قد ساعد كثيرا في إنارة الشوارع مع ملاحظة سبق (القص) لوصول الكهرباء قليلا ومع هذا فقد ظلت الإناره بالفوانيس مستمرة حتى بعد الفترة التي كان دخول الكهرباء في القطيف على استحياء ولكنه بعد انتشارها بدأت تضمحل هذه الخدمة إلى أن شقت طريقها إلى الإنقراض فلم تعد هذه المهنة مجدية بالنفع فقد انقرضت كما انقرض الكثير من المهن والحرف التي لم تعد مجدية لهذا العصر، فبدخول الثلاجات -مثلا- قضت على حرفة صناعة الفخاريات (الدواغ)، ومع توفر كثرة السيارات إنقرض إستعمال الحمير كوسيلة نقل وشحن وبالتالي فقد إنتهت حرفة صناعة الأقتاب وكذلك صناعة (القواري) أي العربات، وهكذا

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2021
    الدولة: الانبار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,496 المواضيع: 263
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8797
    عاشت الايادي وسلمتم على الموضوع
    دوم التميز والابداع
    تحياتي لكم

  3. #3
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    منور صديقنا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال