ماذا تعرف عن منصورية القطيف؟ – عبد الرسول الغريافي
إن سبب تسمية المنصوريه بهذا الإسم نسبة إلى منصور باشا بن صالح جمعه (الأنصاري) الحاصل على الوسام المجيدي من الدرجه الثانيه والرئيس الفخري للأملاك السلطانيه التركيه المستولى عليها في القطيف وذلك في عهد السلطان عبدالحميد الثاني 1327-1293 الموافق 1908-1876.
المنصورية هي مبنى مكتب منصور باشا الرئيسي الذي يقع في الواجهة الحدودية الشماليه لحي الكويكب (نهاية الحي من الشمال) وهو الحي الذي يقطنه مع أسرته وأسرة أخيه عبدالحسين أفندي جمعه، ويمتد هذا المكتب بمحاذاة حي الكويكب بدءا من الزاويه الغربيه التي تفصل بينه وبين شارع الملك عبدالعزيز اليوم، وقد بني على أرض تلك الزاوية بيت ومقهى، وأما من الشرق فينتهي المبنى عند دروازة مدخل حي الكويكب ذات الزخارف الجصية الباهره، وهذا المدخل الذي يبدأ بالجامع الرمضاني هو بداية مخرج القطيف الرئيسي قبل إنشاء شارع الملك عبدالعزيز حيث يشق هذا الطريق حي الكويكب متجها إلى الجنوب مرورا بشرق حي الشويكة (شرق الفريق) فالعماره والخميسية ، ثم يمتد بين شرق العياشي وغرب عيجة البحر ثم إلى عنك وسيهات (كما سيرد في بحث مستقل عن الطرق القديمه بإذن الله).
وتطل المنصورية على سوق الجبلة شمالا، وقد فصل بينهما فيما بعد الشارع القادم من غرب الدبابية والممتد بمحاذاة جنوب مياس حيث يشق سوق سكة الحريه ليستمر امتداده شرقا فيفصل -كما ذكر- بين المنصورية وسوق الجبلة كما ويفصل بين الكويكب والشريعة بأسواقها الخضرة والأسماك فيستمر حتى تتقاطع نهايته مع شارع القدس بحرف T. عرف هذا الشارع سابقا بمسمى شارع جعفر الخطي، وحاليا يعرف بشارع بدر.
لقد تمت إزالة مبنى المنصوريه في نهاية خمسينات القرن العشرين الماض ليدخل جزء من واجهته الشماليه في توسعة الشارع المذكور وحلت محله عمارة حديثة بها محلات وشقق عرفت بمبني القصيبي، ولاتزال هذه العمارة قائمة حتى أيامنا هذه وقد أصبحت اليوم في عداد المباني القديمه المتهالكة.
يُذكر أن منصور باشا جمعه وأخوه عبدالحسين أفندي عند خروجهما كل يوم من منزلهما الكائن بحي الكويكب والواقع على بعد 200 متر تقريبا في الجنوب من مبنى المنصوريه تُجهز لهما عربة مسقوفة من الطراز التركي ولها بابان على جانبيها ويجرها حصانان من الاسطبلات الواقعة شرق السكن ولها سائق خاص بها يقودها إلى مكتب المنصوريه وأحيانا إلى الدرويشيه أو إلى المزارع والمناطق الاخرى التي يتفقدانها.
ويرجع تاريخ بناء المنصورية إلى عهد السلطان عبدالحميد الثاني في نهاية القرن التاسع عشر (كما ذُكر تاريخه أعلاه).
ويتميز هذا البناء بتداخلات النحت الخشبي مع البناء الجصي المزخرف، حيث يتكون المبنى من طابقين الأرضي والعلوي وجميع أبوابه ونوافذه من خشب الساج ، وقد ثبتت هذه النوافذ في الدور العلوي على واجهات خشبية منحوتة بشكل جميل. كما وقد صممت جميع الأبواب بالطريقة المعروفة بالأبواب المقطعه (ابو جامات). ويعلو جميع الأبواب والنوافذ أقواس تعرف بالقمريات (القمرات) مزينة بمثلثات زجاجية مختلفة الألوان كالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر. وتتقدم واجهة المبنى شرفة تحيط بها من ثلاث الجهات: الأماميه والشرقية والغربية كانت براويزها من الخشب ويتوسطها مشغولات حديديه، وهذه الشرفات تعرف محليا بالأرسي ويعلوها مظلات خشبية مائلة إلى الأمام على شكل جملون. ويرتكز المبنى في الدور العلوي على أعمدة خشبية منقوشة فيها منحوتات زخرفية يعلوها تيجان مقرنصة (مفصصة) بزخارف هندسية غائرة ومتداخله حيث تلتقي هذه الأعمدة بجسور افقية تدعم أسقف خشبية منقوشة بزخارف هندسية بسيطه.
وجدير بالذكر أن سكن منصور باشا جمعه وأخوه عبدالحسين أفندي يأخذ نفس طريقة تصميم هذا المبنى ولكن بشكل أفخم.
المؤرخ عبد الرسول الغريافي