نشيج العز – الفنانة أزهار سعيد المدلوح*
أي قلب … أي صبر … أي وداع … أي صمود…
هي تلك زينب … بدموع النشيج وفي ليال موحشة وحزينة صاغت الوحي للأحرار مبتكرا ….
وعلى خطاها أزهار وزهراء … برسم وحرف صاغتا الإحياء كي لا يستترا…
“رحم الله من أحيا أمرنا” – “فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا”….
وهل سمعتمْ نشيجاً للعقيلةِ في
أرضِ الطفوفِ ودمعٌ للكماةِ جرى
لمّا رأتهمْ على الرمضاءِ وزعهمْ
سهمُ المنونِ وأمسى فقدهمْ قدرا
مضت تودعهمْ والروحُ مفجعةٌ
تبكي على السبطِ دمعاً أغرقَ النظرا
قد خلفتهُ تريباً في الثرى قِطَعَاً
يا قلبَ زينبَ كمْ في كربلا صبرا ؟!
في قصةِ السبي أوجاعٌ لها شجنٌ
دمعاً همى دامياً في كربهِ عَثَرَا
يَسْبُونَ آل الهدى أبناءِ أحمدهمْ
عجباً أليسوا لهمْ من بعدهِ الأُمَرَا ؟!
طافوا بزينبَ في الأمصارِ واحتفلوا
الحقدُ شيطانهمْ ما عادَ مُسْتَتَرَا ؟!
رأسُ الحسينِ وأطفالٌ لهُ معها
كمْ من بلاءٍ عليها قاتلٍ عَبَرَا
تسمو بعزٍ صمودٌ لا مثيلَ لهُ
نبعُ الإباءِ ومنها للورى انحدرا
حصنُ اليتامى وعطفٌ طابَ معدنهُ
لطفُ الإلهِ تجلى فاستوى بشرا
ذي كعبةُ الحزنِ والصبرِ الجميلِ لذا
قد صاغتْ الوحيَ للأحرارِ مُبْتَكَرَا
أبيات من قصيدة “شجون الحسين” للشاعرة زهراء عبد الله الشوكان