بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
امين
بالنهار يوصي الرب رحمته،
وبالليل تسبيحُهُ عندي صلاةٌ لإله حياتي
( مز 42: 8 )
عندما يسوق الله إلينا بعض الضيق أو بعض الألم فإنما يرتبه بحكمة لأجل خيرنا الروحي، ويريد منا أن نحتمل التجربة بثقة كاملة فيه لكي يرقى إيماننا في اختبار أمانته وحكمته. إنه لا يدبر أمرًا بلا هدف، ولا يرتب تجربة بدون قصد، ولا شيء يحصل مطلقًا على سبيل الصدفة. لكن من جانبنا يجب أن نلتصق به أكثر في وقت التجربة لنعرف فكره. وإن لم نعرف، فستصل إلينا تعزية روحه القدوس، وسيملأ سلامه قلوبنا. إن أسوأ ما في التجربة ليس هو الألم الذي نحسّ به أو الخسارة التي تلحق بنا ماديًا أو جسمانيًا، إنما أسوأ ما في التجربة هو عدم إيماننا بمحبة الله العطوفة المترفقة، وعدسم ثبات القلب، وعدم الثقة في عمق حكمة الله وعظمة صلاحه وكثرة مراحمه.
حدث مرة أن رجلاً تقيًا، بارك الله بيته وأنجح عمله، وحفظ ما له وأولاده. وكان الرجل مؤمنًا صادقًا. وكان في كل مساء يُقيم المذبح العائلي، وتسمع بيوت الجيران نغمات الترنيم الجميلة، فكانوا يقولون: ”ولماذا لا يرنم ولا يسبح وقد ابتسم الله له؟ إنه فرحان لأن الله باليد الواحدة يظلل عليه وباليد الأخرى يزيد له الخير“. وكان لهذا الرجل ابن ناجح في عمله، وسعيد في بيته، وقد رزقه الله بولد، لكن الله سمح أن يمرض الطفل ويموت. وفي صباح ذلك اليوم خرج الرجل الكبير من بيتهِ متألمًا لموت حفيده الصغير، في طريقه إلى عمله كالمعتاد. وسمع من أحد البيوت المجاورة صوتًا يقول: ”هو مثل باقي الناس يحزن في التجربة، وهذا المساء لن نسمع أصوات التسبيح ولا نغمات الحمد والشكر“. وتنبَّه الرجل، ورفع قلبه إلى الرب ليمده بمعونة لمقابلة هذا التحدي، وأيضًا لتسنيد ابنه الذي انكسر قلبه بسبب موت طفله.
وفي تلك الليلة اجتمع أفراد العائلة كعادتهم، وقُرئت كلمة الله، وسبَّحوا كعادتهم، وسمع الجيران أصوات الحمد كما كانوا يسمعونها في كل مساء. وفي ختام ذلك الاجتماع العائلي قال أبو الطفل: ”لم أكن أعرف قبل الآن مَنْ هو المؤمن المسيحي كما عرفت هذه الليلة“. هذه هي بركة إيمان الثقة.