أنيقٌ هطولُ الصباحِ عليّ أنيقٌ هو الضوء إذ يرتديني كأغنيةٍ تسكبُ الماءَ في القلبِ تكنسُ أغبرةً في دمائي وتطردُني من مكاني البهيمِ أنيق ٌ إذا الثوب منها استضاءَ كي يتفلسفَ في مقلتيّ أنيقٌ هو الرملُ لمّا يكلّم خطوتَها ثمّ يُوحي إليّ أنيقٌ حديثٌ خرافيةٍ تحتسيني تباعدني عن يقيني تهاجمني كالرياحِ وتشعلُ قلبي ولا تتقيني تمهّد لي عطشًا وغديرًا وتفضحُ وجهَ سؤالي وتصنع بابَ دخولي إلى المستحيلْ وباب َ خروجي وتتركُ قلبي بلا ضفّتين لأشربَ بحرًا ودهرًا من الحسراتِ أنيقٌ هو الجرحُ في القلبِ مهما أتاحتْ لذاك َالغرامِ جراحًا أنيقٌ هو العاشقُ المستميت يكلّم ماءً ويهدي القصائد أسرارَهُ ويفوحُ يخطّ ملامح َ أنهاره ويداري الشموسَ الطريحة فوق الرمال يُسامحُ أبوابَ أوطانِهِ ويقبّل نيرانَهُ ويعيش يمدّ تباريحَهُ للبحورِ أنيقٌ هو العاشقُ المستميت تمدّدَ شوقًا تقلّصَ يأسًا تبخّرَ قبل الجفاف وقبل السؤال أنيقٌ هو العاشق المستميت يغسّلُ بالدمعِ كونًا تلطّخَ بالدمّ والحربِ والفاجعاتْ
صالح طه ( ظميان غدير )