مالاتعرفه عن عابس الشاكري.
ليلى الزاهر 23 / 8 / 2021م - 9:29 م
انحدر عابس بن أبي شبيب الشاكري من قبيلة عُرفت بالشجاعة، وقد انفردت أسرة بني شاكر بالبطولة والإيمان والتفاني في سبيل إعلاء كلمة الله.
وشاكر قبيلة في اليمن من همدان ينتهي نسبهم إلى ربيعة بن مالك.
والمتحري لأخبار هذا المخلص الموالي لأهل البيت يعرف السرّ في مجيء العبارة المشهورة «حبالحسين أجنني» على لسانه فقد كان عابس رضوان الله تعالى عليه شديد الولاء والحب للحسين ولوالده الإمام علي، ومحبته للحسين فاح شذاها في الأقطار وعبرت أزمنة متعددة، فارتجزها محبو أبي عبدالله منذ عهود قديمة وانتهى بها المقام لزمننا الحالي حيث تركت في نفوسنا أبلغ شوقٍ وأعمق جرح خلته مازال ينزف في قلب عابس وقلوبنا الولهى للحسين وآله.
كثيرًا ما صرّح عابس الشاكري بحب الحسين وافتخر بصحبته للإمام علي وانطلاقًا من هذا الولاء العلوي ورد عنه كلمات أشد ولائية من أراجيزه الجهادية والتي من بينها عبارة
«حبّ الحسين أجنني» وبالرغم عن اختفاء هذه العبارة من سيرة عابس التأريخية إلا أن المواقف سجلت له عبارات انبثقت من قلب مُحبّ للحسين، يشعر بأن الحياة لا قيمة لها دون الحسين، ويُقبل على الموت ويراه أشهى من العسل فعندما التقى بالحسين في كربلاء قال له: يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزُّ عليّ ولا أحب إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعز ّعليّ من نفسي ودمي لفعلته، ثم ختم قائلا:
السلام عليك يا أبا عبد الله، أُشهِد الله أنّي على هديك وهدي أبيك.
وقد عاهد نفسه على نصرة الإمام أمام سفير الحسين في الكوفة مسلم بن عقيل وله كلماته الشاهدة على حسن صنيعه بكربلاء والتي خطفت الأبصار والقلوب على مر العصور حيث قال لمسلم بن عقيل:
«إني لا أخسرك عن الناس ولا أعلم ما في نفوسهم وما أغرّك منهم، والله إني أحدثك عما أنا موطِّن عليه نفسي، والله لأجيبنَّكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لاأريد بذلك إلا ما عند الله».
لقد تمخّض بحثي في سيرة عابس الشاكري عن أقوال كثيرة ومواقف بطوليّة تدل دلالة واضحةً على حبّه الشديد وفدائيته المطلقة لأبي عبدالله الحسين ، وربما نُسبت له العبارة المشهورة السابقة لوصول حب الحسين عنده لأعلى مراتبه وأشدّها.
من جهة أخرى فإن عابس الشاكري كان خطيبا ناسكا متهجدا عابدا يحيي الليل بالعبادة، ليث في الحروب وقد ورد عن عباس محمود العقاد أنه قال:
فلما برز عابس الشاكري وتحداهم للمبارزة تحاموه لشجاعته ووقفوا بعيدا عنه _ وقد كان يُسمى أسد الأسود _ فقال لهم عمر: ارموه بالحجارة فرموه من كلّ جانب فحمل عليهم فهزمهم وثبت لجموعهم حتى استشهد مع من أحب وكما وطّن نفسه.
وقد ورد في «الأمالي المنتخبة» عراقته في الشجاعة من حيث أسرته وقبيلته وهو أمر محقق عند العرب.
وإخلاصه في حب الحسين عليهما السلام قد جعل الإمام المهدي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف يخصّه بالذكر ويسلم عليه في زيارة الناحية المقدسة بقوله:
السلام على عابس بن شبيب الشاكري.
ومهما مرت الأيام وتعاقبت الدهور سوف يُشرق اسم عابس كنبراس يضيء لجميع الناس أسمى آيات العشق والحب في طريق العاشقين لمولانا الحسين سلام الله عليه.