نجاةالفربد
تراتيل العشق
نسجتُ من صدى صوتك طريق الحقِ عبر موجات الأثير
وها هو لباس نسيجك يحيك ملحمةً من خيوط الحرير
هل أرتدي الفرح برؤياي خدك المعفر؟
أم أتوشح حزناً لمصابك الكبير؟
لبستُ ثوب السوادِ دامي القلبِ حسير
أقتفي نجمةً من سواد الليلِ في الزمهرير
وأقلبُ كفيَ حسرةً لزينبٍ وقت المسير
عشقك في الوجودِ يهفو بقلبي يابن الأمير
فكربلاءَ الخافقين يعتفرُ لها الطفلُ الصغير
ويعج ُترابها من سنابك الخيول
و صوتُ الرماحِ وقت الظهير
فيا عاشوراء أدمعتِ دماً قرص الشمس المنير
وسألتُ صحراء الطفوف هل تدثرتي من دماءِ الطُهرِ وعبقَ العبير؟
أيا رمز الخلود عَبَرَ الزمان إسمكَ
ولن يُطفِؤهُ موتُ الضمير
وجسدُ العباسِ المسجى
بات مقطعاً على الرمضاءِ
عطشاناً بِضِفَةِ من ماءٍ غدير
وحريقُ الخيامِ .. صُراخَ الأطفالِ
تُمَزِقُ قلبي وكاد يشتعل كالسعير
جراحاتك سيدي ألمت بنا وتهاوت أضلعنا من دماءٍ غزير
لنداءك أما من ناصرٍ ينصرنا
لبينا النداء والتكبير
يابن فاطمَ الطُهرِ التي تعزت بك
قبل مماتها
وبكت بحرقةِ القلبِ المريرة
على الموارى في الحصير
تراتيلُ السماءِ ترددُ قرآن جدك بقلبٍ بصير
تحكي تراجيديا البقاء في قلوب الهائمين الوالهين
بحنايا لطفك تضربنا بالزناجير
وتطايُر هاماتِ الآل من حدِ السيوف السواعير
تُشاطرُ ذكراكَ أنفاسي الخانقة
برياح خصلات رمالها تنهيدة الزفير
وبريق قبتك الشامخة تنادي هلموا واصنعوا تاريخ البطولةِ بصوتِ الزئير
عتبي لمن لايعي شخصك يابن عليٍ
فقامتك ترفعني وليس على الله بعسير
خاتمة:
أمدُ يدايَ إلى السماءِ ياقبلة العاشقين وسر الوجود
لألتمس نوراً من شمسك ياريحانة الخلود
فعتبي على نفسي إذ لم أعي حقيقة أمرك
فهلّا مننتَ عليّ بجذبةٍ تنعشُ بها وجودي
لأستغرق سنيّ عمري خادمًا لكمالك؟