صالونات رسم "الوشم" بالعراق تدخل ضمن المحاذير الطبية
عراقيون وضعوا وشماً معيناً على أجسادهم للتعرف عليهم في حالة حدوث تفجيرات
بدأت وزارة الصحة العراقية مؤخراً حملة لإغلاق أغلب صالونات الوشم، وأرسلت مفارزها الصحية لمداهمة المتجاوزين لتعليمات المنع، وفي الوقت الذي عدّه أصحاب الصالونات بأنه يدخل في باب هيمنة بعض الأحزاب الدينية على مفاصل معينة في وزارة الصحة، يقول الدكتور زياد طارق المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة لـ"العربية.نت" إن "القرار هو للمحافظة على صحة المواطن لأن الكثير من هذه الصالونات لا تحتوي على أدنى الشروط الصحية".
وأضاف، أن أجهزة الوشم لدى الصالونات ملوثة، فضلا عن استخدام نفس إبرة الوخز لأكثر من واحد ما يسبب في نقل الكثير من الأمراض كنقص المناعة المكتسبة، والتهاب الكبد، وكذلك الأمراض الجلدية الناجمة عن ضخ الحبر والألوان داخل الجسد.
وفي الإطار نفسه، قال الشباب الذين التقتهم "العربية.نت" ويتباهوا بما تحمل أجسادهم من رسوم كبيرة وغريبة للطواويس والنسور، إن هذا الأمر يدخل في باب الحرية الشخصية، وإن أجسادهم هي ملكهم يفعلون بها ما يشاؤون، وبدلاً من مطاردة أصحاب محال الوشم تطارد الحكومة أصحاب المفخخات الذين يمعنون بالأجساد تقطيعا وذبحاً.وبعيداً عن الوزارة وحرصها الصحي؛ والشباب وركضهم وراء صرعات العصر، فإن شفرة "مفرزة طبية" تنتقل بسرعة الجوال بين أصحاب صالونات الوشم حال إحساسهم بالخطر، للمسارعة بإخفاء أجهزتهم خوف المصادرة وفرض الغرامات.
هذا وقد حلت تلك التطورات، بعد تغييرات عام 2003؛ وما رافقها من تفجيرات واغتيالات وانتشار للجثث مجهولة الهوية، حيث لجأ أغلب العراقيين إلى وضع وشم معين على أجسادهم بالاتفاق مع العائلة، للتعرف عليهم في حالة حدوث طارئ ما.
فراجت الحرفة وغدت لها دكاكين ومراكز معروفة، لتتطور فيما بعد إلى تقليد الأشكال والألوان التي يراها الشباب والمراهقون على أجساد أبطال الأفلام "الرامبوية" وعلى أذرع وصدور المجندين الأمريكان، حتى غدت ظاهرة من ظواهر انتشار ثقافة المحتل وتقليده بحثا عن القوة أو الوجاهة الفارغة بدون التفكير بالمحاذير الاجتماعية أو الصحية.
ويشار إلى فن تزيين الجسد استخدمته القرويات العراقيات تعويضاً عن التزيّن بالذهب لغلاء سعره، فانتشرت الأهلة والنجوم على الرقبة أو على اليدين أو الحاجبين وحتى على السيقان والأفخاذ؛ وكانت ذا لون واحد هو الأزرق المائل إلى الرمادي فقط لاستخدام الرماد وحبر الكتابة البدائي.
وقد استثمر الفنانون التشكيليون هذه الأشكال باعتبارها أحد مصادر الموروث الشعبي حاله حال المنمنمات.
العربية نت