لماذا لا نُلام دائمًا لو اخترنا أطعمة غير صحية
عدنان احمد الحاجي 21 / 8 / 2021م - 10:47 ص
21 يوليو 2021
كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 224 لسنة 2021
Why it`s not always our fault if we choose unhealthy foods
21 July 2021
London School of Economics and Political Science


حتى نقرر ما إذا كان مذاق الطعام جيدًا أم لا، يستغرقنا ذلك أقل من نصف ثانية، في المتوسط ولكننا نستغرق ضعف هذه المدة لنقرر مدى ما هو صحي «صحيته»، وفقًا لبحث جديد من قسم الإدارة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
الورقة «1» التي نُشرت في مجلة نتشر للسلوك البشري Nature Human Behavior، تفسر لماذا نفشل أحيانًا في ضبط أنفسنا عندما يتعلق الأمر بالطعام غير الصحي - دماغنا يستغرق في معالجة مدى صحية الطعام مدة زمنية أطول ما يستغرقه في معالجة مدى مذاقيته «طعمه».
طلب الباحثون من 79 شخصًا بالغًا الاختيار بين نوعين من الأطعمة - بعضها صحي والبعض الآخر ليس كذلك - كوسيلة لمعرفة كيف نقرر أي أطعمة نشتريها ونأكلها. كان على كل مشترك أن يختار بين نوعين مختلفين من الأطعمة 300 مرة.
وجدت الدراسة، التي أجرتها الدكتورة نيكوليت سوليفان Nicolette Sullivan من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في لندن والبروفسور سكوت هويتل Scott Huettel من جامعة ديوك في نورث كارولينا الأمريكية، أن الفترة الزمنية التي نستغرقها لنقرر مدى مذاقية الطعام تساوي نصف الفترة التي نستغرقها لنقرر مدى صحيته.
يقول الباحثون إن النتائج تثبت أنه ينبغي علينا أن نأخذ وقتًا أطول لنقرر أي طعام نختار في المطاعم ولا ينبغي أن نشعر أننا تحت ضغط النوادل والنادلات للاستعجال في الطلب، حيث يجب عليهم أن يأتوا فقط عندما يكون عملاء المطعم مستعدين وجاهزين للطلب.
تقول الدكتورة نيكوليت سوليفان، الأستاذة المساعدة للتسويق في كلية لندن للاقتصاد والمؤلفة الرئيسة للورقة البحثية: "تفيد نتائجنا أننا في الغالب غير ملامين حين نستسلم للأطعمة غير الصحية - فدماغنا ببساطة يستغرق وقتًا أطول في معالجة مدى صحية الطعام. مقارنة بالوقت الذي يستغرقه في معالجة مدى جودة مذاقه. قد نعرف جيدًا مدى صحية أو عدم صحية الطعام، لكن أدمغتنا تفكر أولاً ماهو مذاق الطعام «مدى مذاقيته».
"هذا يعني أننا قد نأكل قطعة بسكويت، ليس لأننا لدينا رغبة في تناول وجبة خفيفة لذيذة تطغى على قوة إرادتنا المحدودة، ولكن لأن المعلومات بشأن العواقب الصحية المستقبلية لتناول هذه القطعة من البسكويت لا تدخل في عملية اتخاذنا القرار في وقت مبكر بما يكفي لتؤثر على خياراتنا. ربما نكون قد قررنا بالفعل أكل البسكويت قبل أن تلحق أدمغتنا بالتفكير في مدى كون قطعة البسكويت غير صحي. ينتهي بنا الأمر إلى اتخاذ خيارات غير صحية لأن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً لمعالجة المعلومات بشأن ما إذا كان الطعام صحيًا [المترجم: تفصيل عن كيف يعالج الدماغ للمعلومات في 3].
"وجدنا أيضًا أن الناس الذين يستغرقون وقتًا أطول ليقرروا ما يأكلونه ينتهي بهم الأمر إلى اتخاذ خيارات أكثر صحية في الواقع، حتى أولئك الذين يتخذون قرارات غير صحية بشكل عام سوف يتخذون الخيار الأفضل لو استغرقوا وقتًا أطول في اتخاذ الخيارات. وذلك لأن أخذ وقت أطول يتيح للمعلومات الصحية المعالجة بشكل أبطأ فرصة لتؤثر على عملية خياراتنا.
”يمنحنا هذا البحث نظرة ثاقبة بشأن كيف نؤثر على تفكيرنا لنتأمل في الخيارات الصحية في نفس الوقت - أو بعد ذلك بوقت قصير - الذي نفكر فيه في الطعم «المذاق». لو أُتيح لنا وقت أطول للتفكير في أي وجبة طعام سنطلبها من المطعم، ولو تم تزويدنا بوصف أوضح لمدى صحية وجبة المطعم هذه قبل أن نختارها، فإن أدمغتنا ستعالج المعلومات المتعلقة بمدى صحية الطعام بسهولة“.
أشار الباحثون أيضًا إلى أن دراسات توقيت عمليات اتخاذ القرار ستكون هامة للتدخلات التي يمكن أن تساعد الناس على اتخاذ قرارات أفضل.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور سكوت هويتل، برفسور علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك: ”حين نعرف المزيد عن كيف ومتى تدخل أنواع مختلفة من المعلومات في آليات اتخاذ القرار في الدماغ، نتمكن من استخدام هذه المعرفة لتشكيل حالات واقعية - حتى يتمكن الناس من استخدام جميع المعلومات المتاحة - مما قد يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل لصحتهم أو عافيتهم الشخصية“.