كَفاني حبيبِي منْظرًا إنْ بدَا ليَا
ويَكفينِ ربّي إن بهِ صانَ باليَا
قدَ الْمَحتُ بدْرًا يومَ لا بدرَ بالسّمَا
وما اعْتدتُ أن ألقاهُ بالْأرْض مَاشيَا
وكَمْ ودَّ صدْري لوْ يُلاقيه باْلحوَر
ولكِنْ حُسْن الْخلّ أنسَاهُ مَا بيَا
فإن أصْغرتْني وادَّعتْ قِلّةَ الْغنَى
فإنّي وربّي ما قدَ اسْخطتُ حاليَا
فقيرٌ؛نعمْ،لَكنْ عزيزُ وقانعٌ
ومَا كانَ فقر شائبًا أو معاديَا
فقيرٌ إلى رَبّي وهلْ مِنْه حيلةٌ؟
وهلْ كان إنْسانٌ بدُنْياهُ ثَاويَا؟
أفَقْري لها عيبٌ؟بلِ الْكِبرُ عيْبُها
أأسمَا كفانَا منكِ بعضَ التَّعاليَا
وأسمَا أجيبي داعيًا قد دعَا إلى
نَعيمٍ مُقيمٍ وارْتَجي مِنْه راعيَا
فإِنْ اِسْرمَدّ الدّهْر ما كنْتُ كاسبًا
منَ الدّهر عيْشا فاحِشًا منْهُ وافِيَا
ولي فِي حيَاتي ذِكْرانِ:ربّ فصاحِبي
فيا ربّ كتّبْ قدْ لقيتُ الْقواضِيَا
وأيْ صاحبي ما ذنْبُ نفْسي إذا سَهتْ
عنِ الْحُبّ قبْلًا،يوْمَ ما كُنتُ داريَا
فإنْ تزْعُمي سِحْرا فإنّي وخالِقي
بريءٌ،فمنْ يأْتِيهِ يعْدُ النّواهيَا
ألَا نجّني منْ حُزْن أسْما فإنّني
إذا ما أتاهَا الْحزْنُ آبَ الْقوافيَا
فإنّي إذا ما أبْصَرتْني بعبْسةٍ
أرى داحِسًا والْغبْراء تُلقِي الْمراسيَا
وإنّ النّسا إنْ شاءتِ الْحرْب ما نجَا
سِوى منْ أرادتْ مِنْه أنْ يغْدُ ناجيَا
فإيّاك إيّاك النّسا!هنّ خِلْقةٌ
جحودٌ،كفورٌ لِلْمزاكِي ونافيَا
كنودٌ ولوْ أحْسنْتَ دهْرًا وأدْهرًا
لقالتْ:وما أبْصرْتُ غيْر الْمخازيَا!
فإنّ الّتي قدْ خِلْتُها عادِلًا غلتْ
وفي حرْبِها قدْ ذُقْتُ منْها الدّواهيَا
وذا أجْرُ منْ رَجا الْجدا دونَ موْضِعهْ
فبِئْساه منْ جودٍ وبِئْساه راجيَا
ألَا والِدِي قدْ كُنتُ في الزّيْغ بعْدما
تبِعْتُ ٱلْهوى لمّا قَصَصْتَ الْمحاكيَا

حمزة بويكن