كلّما فتشتُ في بغدادَ
لم أجد إلاّكِ
زبيدةً
هارونُها تاهَ فيها بين الصوبين
كلّما بحثتُ في الكرخِ
وجدتكِ
وأنت بين الشيخِ معروفِ
وبين الصالحيةِ
ووسط الحريةِ
وعند ملتقى الجسرِ
كلّما بحثت في جوارِ النعمانِ
وجدتكِ
أوّل شقائقِ النعمانِ
من أبي حنيفة
لمنارةِ الخلفاءِ
للخلاني
لبابِ الشيخ
تسيرين
وأنت زبيدةٌ
وهارونُك
يحملُ أوجاع الصوبين
وأحلامَ الصوبين
ورحيلَ الراحلين عن الصوبين
كلما قرأت تاريخَ هارون الرشيد
وجدتكِ أنتِ
تسيرين في دربِ الحجيجِ
وتسقين الحجيجَ
ماءا بماء الوردِ
وأنت عيونُك
الماءُ
ولماكِ ماءُ الوردِ
كلما فتشت عن عنوانٍ لديواني
صرختْ أوراقُه
وأحبارُه
وسطورهُ
زبيدةً
زبيدةً
زبيدةً
يا هارونها
كلما أردت أنْ أصفكِ
فتحتُ أطلسَ بغداد
فوجدتكِ مدورةَ الوجهِ كبغداد
جميلةَ الصفاتِ كبغداد
وفيكِ نهرُ الحسنِ
ينسابُ فيكِ
مثل انسياب دجلةَ ببغداد
وأنا هارونك
وأمينك
ومأمونك
ومنصورك
وأنت بغدادي
بغداني
بستانُ الوردِ
الذي لم ينظم مثله لا سعدي ولا حافظ
ولا أبو تمام ولا البحتري
أنت خنساءُ زبيدة
وزبيدةُ الخنساء أنت
آخر زبيدةٍ أعشقها
فلا زبيدةَ سواك
فأنت ختام الخواتيم
ولتشطب النساء اسماءهنَّ

محمود المشهداني