قال الحق تبارك : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن/ 17، 18 ،
وقال سبحانه : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) المزمل/ 9 .
وقال سبحانه : (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) الصافات/ 5
'"'"'"'
كما هو كائن في المستقبل المنظور صعود المشرق الإسلامي فالتاريخ يعيد نفسه نحو تمهيد ديموغرافي عليق بالنضال والفورات المجتمعية والثورات المرتقبة في محيط آسيا الوسطى وإصلاحات عميقة في دول جنوب شرق آسيا بل وسنشهد دورة الذروة الجيوسياسية في دفع الناس بعضهم بعضا وبسط مفاهيم التحرر من نير حكومات وثنية مستبدة وأخرى باغية وتلك الأيام نداولها فعدو الأمس صديق اليوم والعكس بالعكس ولا يثبت إلا من ملك نفسه وإرادته واكتفى بذاته وأعدّ ما استطاع من قوة
خروج بلاد الأفغان كل مرّة من غشام امبراطوريات خارت قواها كانت قد تعاقبت خلال قرن زمان على مقصد أوْحد هو محاولة محو الشريعة الإسلامية ومكنون آليات الخلافة الإسلامية فيها لكن جَمْع الجميع هُزم حيث بائوا بالفشل الذريع والخسارة الجسيمة وجرار أذيال الخيبة والهزيمة وعادوا من حيث أتوا وانتهوا حيث بدأوا
و كما هو اليوم فالخروج للتحالف الصليبي ( في توصيف بوش الإبن ) من بلاد ما وراء النهرين هو نهائي هذه المرّة بإذن الله وسيكون خروجًا جذرياً يعمّ عموم العالم الإسلامي وإنّ غدًا لناظره قريب لدى فتح الفتوح واطفاء نار المجوس ووأد صهيون في محلّها
وليس قرن مضى كمثل قرن جديد صائر إلى ألا يؤبه فيه لما وراء أرنبة أنف تلكم البوائد العظمى والتي بِدَاءِها أن لا تؤخذ على حين غرّة من أُخريات أعظمية مادّية ديالكتيكية
وانّه لأجل ذلك سيتحوّر في هيكلة التحالفات التقليدية الحاضرة انشوطة بديلة كمنظومات دينية تظم تحالف دول مناطقية وأخرى ضِمامُها أثني عرقي
وسيبيد عندها أحلاف العبور للقارات السّبع عندها تبدّل الصدّيق إلى عدو والعدو إلى صدِيق وسيسارع الضّعيف إلى القوي وسيلتهم القوي الضّعيف إلتهامًا فكرًا أدلجةً أولاً وثانيًا ثم شعبويًا رغبويًا ثالثًا ورابِعًا ..
صعود المشرق الإسلامي كمنظومة متكاملة ( طالبان نموذجا ) كنموذج نضالي ديني ثوري سياسي وأخريات من دول مشرقية متممة لهذا الصعود حيث لديها مكتسب القوى الأخرى منها الإقتصادية ، البشرية ، التكنولوجية ، الصناعية والتعدينة ، الزراعية والثروات البحرية ، الجغرافيا والمضائق ، الإستراتيجية الدفاعية ، الحضارة والتاريخ ، القوة النووية ، الخ ..
يسعى بها كثير من تلك العوامل إلى النهوض بالمشرق الإسلامي رغم المعوقات والصعوبات الجمّة والوهم المختزل إلا أن محاذير الهيمنة الإمبريالية والأممية ومنكافتهم للأولوية الأولى العاصمة للمسلمين جميعهم في مشروع إمارة وليدة متضمّنة مباديء خلافة إسلامية هو حَذَار تمّ حيده إن لم يكن تغيّرت قواعد لاعبيه معه و إلى الأبد
"'"'"'"'
يقول تعالى : (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) المعارج/ 40 ، 41 ،
اللهم ربّ المغارب استعملنا ولا تستبدلنا
__________________
لمَّا أردنا أن نفتح معرفة الوجود وابتداءَ العالَم الذي تلاه الحق علينا تلاوة حال الرسوخ واليقين بما نُلهم فالعالم حروف مخطوطة مرْقومة في رق الوجود المنشور ولا تزال الكتابة فيه دائمة أبدا لا تنتهي يستمد له الأزل وجوده وبالفناء منه اضمحلال دون الأزل وكما أن مع الوجود حليق الفناء لمَّا أردنا أن نعبر حاجز الوجود لم نشأ أن نعرف من نحن أين ومتى علينا أن نستشعر أنه ربما سندرك ذلك في شأنٍ لوجودٍ يحطم الفناءْ و لمَّا بعد حين ابتداء العالم الآخر ينصهر الفناء كمنقهرٍ عن وجوده