الليلة أستطيع أن أكتب أكثر السطور حزنًا:
أحببتها، وأحيانًا هي أيضًا أحبتني.
خلال ليالٍ كهذه
احتضنتها بين ذراعيّ
قَبَّلتُها مرةً تلو مرة تحت السماء اللانهائية
أحبتني أحيانًا، وأنا أيضًا أحببتها
كيف بإمكان أحدهم ألّا يحب عيونها الساكنة الرائعة
الليلة أستطيع أن أكتب أكثر السطور حزنًا
أن أفكر أنني لا أملكها
أن أفكر أنني أضعتها!
أن أسمع الليل الجسيم، ما زال أكثر جسامةً بدونها
والشِعر يقع على الرُّوح
كالندى على المَرعَى
ما الذي يعنيه أن حبي لم يستطع ابقاءها
الليل تحطّم وهي ليست معي!
هذا كلُّ شيء.
في البعيد أحدهم يغني، في البعيد..
روحي ليست راضية عن فقدانها
بصري يبحث عنها كأنما سيذهب إليها
قلبي يبحث عنها وهي ليست معي.
الليلة ذاتها تطلي الأشجار ذاتها
نحن، تزامنًا، لم نعد ذواتنا
لم أعد أحبها، هذا أكيد
لكن كم كنت أحبها!
صوتي حاول أن يجد الريح ليلمس سمعها.
لآخر، هي ستكون لآخر
-كما كانت قبل قبلاتي-
صوتها، جسدها اللامع، عيونها اللامتناهية
لم أعد أحبها، هذا أكيد
لكن ربما أحبها
الحب قصير جدًا، النسيان طويل جدًا
لأنه خلال ليالٍ كهذه
احتضنتها بين ذراعيّ؛
روحي ليست راضية أن أضعتها
ولو أنه هذا آخر ألمٍ تجعلني أعانيه
وهذه آخر أشعار أكتبها لأجلها.
بابلو نيرودا