المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبن ألأشتر
سلام عليكم ,
لايحتاج معاوية ولا قومه الى مشورة الروم لتنفيذ جرائمهم ولكن لايستبعد تأثير الروم كذلك على معاوية لحرب آل محمد صلى الله عليه وآله , فالنبي الكريم وآله هم اعداء الروم اولا واخيرا والانتقام منهم ( عائليا) ليس بالبعيد عند الروم ..
من احيا هذه الدعوى في زمننا هو الشهيد الصدر الثاني ( ابو مقتدى) في احد كتبه
كررها ابنه مقتدى في اكثر من خطبة ليبدو مبدعا ربما ..
وهذا القول يرقص له حزب السقيفة وقريش والنواصب ليضعوا كل البلاء برأس الاعداء لتبرير افعال معاوية ويزيد لعنهما الله, لذلك من الضروري تبيان حقائق التاريخ للقارئ الكريم
حول بعض النقاط مع الاذن من الاخ المحترم كاتب المقال
...........
ملاحظات ,
قد يحسب القارئ ان دولة معاوية كانت في حرب طاحنة مع الروم
فيكون معاوية وابنه يزيد من ابطال الفتوحات لذلك كانت هذه المشاركة للتوضيح:
-معاوية لم يغز الروم كما روجوا وقالوا انه غزا الروم وقبرص , فهذه كذبة روجوها لرفع مقامه فلا معاوية ولا أخيه يزيد ذُكر لهم مبارزة ونزال مع احد ومعركة صفين تشهد بذلك , فعشاق الدنيا لايخاطرون في الحروب , اما معارك اليرموك قبل حكم معاوية فكان بطلها بلا شك الصحابي مالك الاشتر وفيها فقد عينه فسمي بالاشتر عندما واجه ماهان قائد الروم في البراز ولا يذكر لمعاوية موقفا في تلك المعارك وإن كانت في غير عهده , ومن المفارقات ان معاوية اللعين يقتل مالك الاشتر بالسم , فما عجز عنه ماهان الرومي حققه معاوية بن هند .
أما في عهده فقد زعموا انه ركب البحر وغزا قبرص وانه اول من ركب البحر وهذه كذبة اخرى فأول من ركب البحر هو العلاء بن الحضرمي في زمن الثاني عمر عندما غزا فارس من منطقة البحرين ولما وصل الخبر الى عمر عنفه ,فعمر كان يخاف ركوب البحر..
-اما غزوة قبرص, فمعاوية كان في الساحل في طرطوس ينتظر عودة السفينة وعسكر في كنيسة على الساحل, ولم يركب البحر كما زعموا والدليل انه بعد عودة السفينة وكان فيها الصحابي ابو ذر الغفاري فإن معاوية في الساحل كان منتظرا فقسم الغنائم بينهم في كنيسة كانت هناك , ولم يقاتل اهل قبرص المسلمين بل صالحوهم , ولم يؤكد ابن حجر من هو قائد الغزوة بدليل قوله
(في حديث أم حرام أن أمير الغزوة كان معاوية وفي رواية أخرى أن أميرها كان المنذر بن الزبير) , فلا بت في ذلك ,
فمتى غزا معاوية ؟؟؟
-اما يزيد السكير ابن معاوية فلم يغز القسطنطينية ولم يصلها مطلقا وانما وصل بخروجه الى منطقة الغذقنونة ينتظر وهي داخل حدود الدولة , وهي منطقة خارجة عن بلاد الروم ,لكنهم واولهم الناصبي ابن تيمية الناصبي هلل لرواية غزو يزيد للقسطنطينية , وهي رواية كاذبة اخترعوا لها حديثا برؤية عن النبي صلى الله عليه وآله ذكرها البخاري روتها بنت ملحان ( ام الصحابي الكذاب انس بن مالك ) فزعمت ان النبي ص كان يزورها في بيتها ( وهي ارملة) وينام عندها (ياللعجب ينام النبي ص في بيت امرأة غريبة لاهي زوجته ولا من حلائله) , بل زعموا انها كانت تفلي رأسه من القمل ( لعنهم الله تعالى واخزاهم ), فروت مرة ان النبي ص قام من نومته في بيتها ! وروى لها حديث ان اول من يغزو الروم مغفور له , وروت مرة اخرى انها هي التي كانت نائمة ورأت الحلم ففسره النبي ص لها , وهذا يدل على كذب الرواية والحديث لتناقضهما , وكفى بذلك ابنها الكذاب انس بن مالك الذي دعا عليه امير المؤمنين عليه السلام فأصابه البهق فكان يتغطى بالعمامة من قبح منظره..
رواية بنت ملحان تقول ان اول من يغزو البحر ويغزو القسطنيطنية مغفور له فاخترعوا ان يزيد بن ميسون (ابن معاوية ) اول من غزا القسطنطينية وضرب بسيفه باب قلعتهم , بينما هو لم يغادر سوريا وكان في منطقة الغذنقونة داخل سوريا ينتظر اخبار الجيش ثم عاد ولم يحارب. واخترعوا ان معاوية أول من غزا البحر ..
...........................
أما دور النصارى في أيام معاوية فلايمكن التغافل عنه :
--فوزيره ووزير يزيد من بعده سرجون الرومي نصراني
-وطبيبه إبن أثال النصراني ,
-وشاعر بلاطه الاخطل نصراني كان يدخل البلاط والصليب في عنقه وهو الذي وصف الانصار (انصار المدينة) ب اللؤم ,
-وزوجته ميسون بنت بحدل نصرانية من قبائل كلب وقبيلة كلب يومئذ كلهم نصارى كما يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق ,
- ابن اخت ميسون وهو ( حسان بن بحدل ) نصراني من كلب كان مع معاوية في حرب صفين ضد امير المؤمنين
- بعد هلاك يزيد صار حسان بن بحدل النصراني خليفة المسلمين لمدة 40 يوما
( سلموا بالخلافة على حسان أربعين ليلة , ثم سلم الأمر الى مروان وله قصر بدمشق وهو قصر البحادلة , ثم صار يعرف بقصر ابن أبي الحديد , وهو الذي يفتحر ويقول : فإن لايكن منا الخليفة نفسه ... فما نالها إلا ونحن لها شهود )( سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص 538)
اذا 40 يوما يسلم عليه بالخلافة كما في اعلاه فتأمل تحكم النصارى بدولة معاوية
والنصارى هواهم مع الروم بلا شك..
-عين يزيد على شرطته ابن عم حسان بن مالك بن بحدل وأسمه حريث بن بحدل الكلبي ( أنساب الاشراف ج4 ص 60 , وطبعة اخرى ج5 ص 305).
-وعين يزيد كذلك سعيد بن مالك بن بحدل على ولاية قنسرين, وسعيد بن مالك هو أخو حسان بن مالك الكلبي ويعني هذا انه خال يزيد بن معاوية لأنه أخو أمه ميسون(سير أعلام النبلاء ج3 ص16). وعين يزيد أيضا على حرسه سعيد مولى كلب (تاريخ اليعقوبي ج2 ص 301 )
(كانت القبائل المسيحيّة العربيّة أمثال تغلب وتنوخ وكلب لا تزال قويّة وإنّ جيوشها كانت أكبر دعم للأمويّين ضدّ معارضيهم الكثر. وكان الأخطل شاعر بني تغلب النصراني يدافع بشعره عن الأمويّين ويعارض الأنصار. وكان يدخل البلاط والصليب على صدره وكلمته مسموعة. كما كان سرجون ابن منصور شبه وزير المالية يدير شؤون الدولة الأمويّة المترامية الأطراف. وإن يزيد بن معاوية ربي لدى أخواله المسيحيّين في البادية وكان من أهم ندمائه الأخطل ومنصور بن سرجون (يوحنّا الدمشقي). تابع عبد الملك في أول عهده سياسة أسلافه، وهادن البيزنطيّين ليتسنى له التفرّغ لقمع ثورة عبد الله ابن الزبير في الحجاز، وكانت القبائل المسيحيّة العربيّة سند الدولة الأمويّة وساهمت في الانتصار الذي حقّقه الأمويّون في معركة مرج راهط عام 684. وكان والده مروان قد احتاط بشرطة خاصة لحمايته مؤلّفة من مائتي مسيحي عربي من منطقة ايلاة العقبة. وكان الأخطل شاعر عبد الملك وسرجون بن منصور رئيس ديوان الماليّة. وعيّن أثناسيوس بن جومايا الرهاوي مساعداً لحاكم مصر.)
( النص أعلاه بقلم السيد الأرشمندريت اغناطيوس ديك, عن موقع السيدة تيريزا في حلب)
ذكر هنري لامانس (ان الادارة الاموية في عهد معاوية وعهد يزيد كانت تعج بالنصارى من قبيلة كلب وهم أخوال يزيد بن معاوية) ( بتصرف وترجمة عن الفرنسية من دراسة في عهد الخليفة الاموي معاوية للمستشرق هنري لامانس ص 152).
إن قبائل الشام التي وقفت مع معاوية كان اغلبهم ان لم يكن جلهم نصارى وهي قبائل كلب وتنوخ والسكاسك وغسان وطئ كانوا كلهم نصارى , وقد استعان يزيد ومن بعده ابن الحكم بهم في حمايته وقواته
وهذا نص مهم يثبت ذلك فيما يلي :
( نُقل عن الإمام الصادق ع بأنّه عندما نقل السجادع مع باقي أهل بيت الحسين ع إلى دار خربة في دمشق قال أحدهم : وضعونا هنا حتى يقع السقف علينا فيقتلنا ,وقال الحرس بلغتهم الرومية: انظر إليهم يخافون من وقوع السقف مع أنّهم سيؤخذون غداً وتضرب أعناقهم. قال الإمام السجادـ عليه السَّلام ـ : لم يكن منا من يعرف اللغة الرومية جيداً مثلي حينها (بصائر الدرجات ج8 ص 338، باب12).وتدلّ هذه الرواية على أنّ حرّاس سلطة يزيد كانوا يتكلمون باللغةالرومية، ويحتمل جداً انّهم روميون أصلاً، و طبعاً انّ معرفة الإمام الرابع باللغة الرومية قد تمت في ضوء علم الإمامة،وهذه الرواية وردت في باب علم الأئمّة.) ( عن سيرة الائمة للعلامة جعفر السبحاني ص162)
....................
وإذن التأثير النصراني في دولة معاوية لايمكن تجاهله
ولكن من الخطأ التاريخي ان تعزى جرائم معاوية
الى الروم او الى النصارى فقط كما تفضلتم ..