نصر الله: سفينة وقود بطريقها للبنان وبمغادرتها إيران تصبح بأراضينا
مصدر :عرب ٤٨
تاريخ النشر: 19/08/2021 - 11:19
أمين عام "حزب الله"، نصر الله
تحرير: باسل مغربي قال أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الخميس، إن سفينة الوقود الإيرانية الأولى في طريقها إلى بلاده، محذّرا إسرائيل وأميركا، من التعرّض للسفينة، التي "ستصبح منذ لحظة إبحارها أرضا لبنانية".
جاء ذلك في كلمته خلال إحياء مراسم يوم عاشوراء في الضاحية الجنوبية غربي لبنان، بثتها فضائيات محلية.
وذكر نصر الله أن "السفينة الأولى المحملة بالمحروقات التي سوف تنطلق من إيران قد أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات إلى لبنان".
وأضاف: "ستتبع هذه السفينة سفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة".
وحذر نصرالله الإسرائيليين والأميركيين من أن حزبه سيعتبر السفينة "أرضا لبنانية"، ما ينذر بردّ منه في حال تعرضها لهجوم بعدما شهدت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل هجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها.
وكان نصر الله قد أعلن الشهر الماضي، استعداد حزبه استيراد الوقود من حليفته إيران، معتبرا أن هذا القرار لا تستطيع الحكومة اللبنانية اتخاذه جراء ضغوط من الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية حادة على طهران.
وقال نصر الله في خطاب متلفز الخميس لمناسبة انتهاء إحياء ذكرى عاشوراء "أعلن أمامكم وأمام الجميع أن سفينتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة بالمواد... أَنجزت كل الترتيبات. حُمّلت بالأطنان المطلوبة... وستبحر خلال ساعات... إلى لبنان".
وأضاف: "أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت" من أجل "المستشفيات ومصانع الأدوية ومصانع المواد الغذائية وأفران الخبز ومولدات الكهرباء"، على حد قوله.
ويعتبر حزب الله اللاعب السياسي الأكثر نفوذا في لبنان، ويملك ترسانة ضخمة من السلاح حصل عليها بشكل أساسي من إيران. ويتهمه خصومه بأنه يرهن لبنان لإيران التي تتعرض لحصار اقتصادي وعقوبات.
وأعلنت السلطات اللبنانية مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية بعدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة على إيران.
ولم يوضح نصر الله ما إذا كانت السفينة ستصل إلى الموانئ اللبنانية، لكنه قال: "عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث عن تفاصيل إلى أين وكيف ومتى والآليات العملية وما شابه". ووعد أن سفنا أخرى ستتبعها لاحقا.
وشدد نصرالله متوجها إلى الإسرائيليين والأميركيين على أن "السفينة ومنذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات ستصبح أرضا لبنانية".
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وخلال الأشهر الماضية، تراجعت تدريجيا قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
وتفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان منتصف الأسبوع الماضي نيته فتح اعتمادات لشراء المحروقات بالدولار بسعر السوق، ما يعني عمليا رفع الدعم عن هذه المواد الأساسية، الأمر الذي أثار هلعا بين الناس.
وتابع نصر الله: "نشهد حربا اقتصادية لفرض خيارات على اللبنانيين، لا تتناسب مع مصالحهم الوطنية".
وفي 11 آب/ أغسطس الجاري، قرر مصرف لبنان المركزي إصدار اعتمادات استيراد المحروقات بسعر صرف السوق حيث يتجاوز سعر الدولار 20 ألف ليرة، بعدما كان يعتمد سعر 3900 ليرة للدولار لاستيرادها سابقا.
ويعني قرار المركزي رفعا كاملا للدعم عن الوقود، وهو ما قابله رفض من حكومة تصريف الأعمال وأثار احتجاجات شعبية واسعة.
ويشهد لبنان منذ أشهر شحا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، بسبب عدم توفر النقد الأجنبي الذي كان يؤمنه المصرف المركزي لواردات البلاد من السلع الأساسية.
من ناحية أخرى، قال نصر الله: "نترقب بكل أمل ما ستكشف عنه اللقاءات المتواصلة بين رئيس الجمهورية، ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي".
وتابع: "هناك من يحاول في الداخل والخارج تحميلنا مسؤولية الإخفاق في تأليف الحكومة وهذا غير صحيح". دون تسمية أفراد أو جهات.
وذكر أن "إيران لم تتدخل أبدا في تـأليف أي حكومة في لبنان أو تعطيلها بل هناك أطراف خارجية تقوم بذلك (لم يسمها)".
وفي 26 تموز/ يوليو الماضي، كلف الرئيس عون، ميقاتي بتشكيل الحكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب/ أغسطس 2020.
وسبق هذا التكليف اعتذار رئيس تيار "المستقبل"، سعد الحريري، عن عدم استكمال مهمة تشكيل الحكومة جراء خلافات مع عون حول توزيع الحقائب الوزارية.