لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) يعلم بمقتله جيداً في كربلاء المقدّسة ، وليس هو فقط من يعلم ذلك ! بل أغلب المسلمين يعلمون ذلك ؛ لأنّ أخبار مقتلهِ وما يجري عليه كانت متداولةً في البيتِ النبوي ومحفوظةً في صدورِ الصّحابةِ ، بَل متواترةً كمَا ذكرَ ذلكَ ابنُ عساكرَ في كتابهِ ترجمةُ الإمامِ الحُسينِ - الصفحة (236) :- «ما وردَ عنِ النّبيّ (ص) بنحوِ التّواترِ في إخبارهِ، عَن شهادةِ ريحانتهِ الإمامِ الحُسينِ بكربلاءَ، أو بأرضِ الطّفِّ، وبكائهِ عليهِ قبلَ وقوعِ الحادثةِ» . وقد روى المسلمون ذلك في كتبهم الحديثية :-
1- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (4) - الصفحة (440) - الحلقة (8202) :- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، أَخْبَرَنِي هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضْطَجَعَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلنَّوْمِ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ حَائِرٌ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَرَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ حَائِرٌ، دُونَ مَا رَأَيْتُ بِهِ الْمَرَّةَ الْأُولَى، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَاسْتَيْقَظَ وَفِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ يُقَبِّلُهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ - لِلْحُسَيْنِ - فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: أَرِنِي تُرْبَةَ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا» . «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ» .
2- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - الجزء (2) - الصفحة (782) - الحلقة (1391) :- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا حَجَّاجٌ، نا حَمَّادٌ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحُسَيْنُ مَعِي فَبَكَى، فَتَرَكْتُهُ فَدَنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ جِبْرِيلُ أَتُحِبُّهُ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، وَإِنْ شِئْتُ أُرِيتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَإِذَا الْأَرْضُ يُقَالُ لَهَا كَرْبَلَاءُ» .
3- المعجم الأوسط للطبراني - الجزء (6) - الصفحة (249) - الحلقة (6316) :- حَدَّثَنَا الصَّائِغُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْعَلَّافُ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْلَسَ حُسَيْنًا عَلَى فَخِذِهِ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أُمَّتُكَ سَتَقْتُلُهُ بَعْدَكَ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ تُرْبَةَ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بِتُرَابٍ مِنْ تُرَابِ الطَّفِّ» .
4- دلائل النبوة للبيهقي - الجزء (6) - الصفحة (468) :- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضْطَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ لِلنَّوْمِ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ حَائِرٌ , ثُمَّ اضْطَجَعَ فَرْقَدَ , ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ حَائِرٌ دُونَ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى , ثُمَّ اضْطَجَعَ وَاسْتَيْقَظَ وَفِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ يُقَلِّبُهَا فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ - لِلْحُسَيْنِ - فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ , أَرِنِي تُرْبَةَ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا، فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا» .
5- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي - الجزء (7) - الصفحة (198) - الحلقة (2241) :- أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت. عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْقَطْرِ رَبَّهُ أنْ يَزُورَ النَّبِيَّ فَأذِنَ لَهُ، فَكَانَ فِي يَوْمٍ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم -: احفظى عَلَيْنَا الْبَابَ، لا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ . فَبَيْنَا هِي عَلَى الْبَاب إِذْ دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْن عَلِيٍّ، فَطَفَرَ، فَاقْتَحَمَ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَدَخَلَ، فَجَعَلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى ظَهْرِ النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم -، وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَتَلَثَّمة وُيقَبِّلهُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَك: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: أَمَا إِنَّ أمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يقْتَلُ فِيهِ. قَالَ: "نعَمْ". فقَبْضَ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُقْتَل فِيهِ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَجَاءَ بِسَهْلَةٍ أَوْ تُرَابٍ أَحْمَرَ، فَأَخَذَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَتْهُ فِي ثَوبهِا. قَالَ ثَابِتٌ: كُنَّا نَقُولُ: إِنَّهَا كَرْبَلاءُ» . (إسناده حسن من أجل عمارة بن زاذان وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (3398) في مسند الموصلي. وشيبان بن فروخ بينا أنه ثقة عند الحديث المتقدم برقم (722). والحديث في الإحسان 8/ 262 برقم (6707). وأخرجه الطبراني في الكبير 3/ 106برقم (2813) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن محمد التمار البصري، وعبدان بن أحمد قالوا: حدثنا شيبان ابن فروخ، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 129 - 130 برقم (3402) من طريق شيبان، به. وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (2813)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 469 من طريق بشر بن موسى، حدثنا عبد الصمد بن حسان المروزي. وأخرجه البزار 3/ 232 برقم (2642) من طريق محمد بن المثنى فيما أعلم، حدثنا عبد الله بن رجاء، كلاهما حدثنا عمارة بن زاذان، به. وقال البزار: "لا نعلم رواه عن ثابت، عن أَنس، الله عمار". ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي. وفي الباب عن علي برقم (9363) في مسند الموصلي) .
قال الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها - الجزء (3) - الحلقة (160) :- «إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، فهو صحيح» . راجع أيضاً : (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي الشامي : ج10، ص145) . وراجع أيضاً : (المناقب لابن المغازلي الشافعي : ص7، ح117) .