*آهاتُ السِّبطِ على شبيهِ طه*
السيد عدنان الموسوي
سَقَتني دُمُوعُ العَينِ سَقيَ المَرابِعِ
وَشَأنِــي لِرُزءِ الآلِ فَيـضُ المَدامِعِ
أَحَاطَت بيَ الأَشجانُ مِن يَومِ مَولِدي
وَحُــزنـاً تُناغِيــني ثُغُـــورُ المَراضِـــعِ
وَمَهمَا أغُضُّ الطَّرفَ عن رُزءِ مَعشَرٍ
فَقَلبي بِرَغـمِ الصَّبرِ رَهـــنُ المَواجِعِ
وَأضحَت هُمُومي تَملاُ القَلبَ مُذ غَدا
يُعيــدُ مُصــابُ الطَّــفِّ سَيلَ الفَجَائِعِ
وهل تَكتَفي عَيني بِسَكبِ دُمُوعِها
على فَقــدِ أطيابٍ حُمــاةِ الشَّرائِعِ؟
بِيومٍ أتَوا للمَـــوتِ خاضُـوا غِمارَهِ
ولاقَــــوا بإيمـانٍ بُغــــاةَ المَطامِعِ
فَمَن ذا يَلومُ المَــرءَ لو ناحَ دَهــرَهُ
كِراماً قَضَوا بالطَّفِّ تَحتَ القَوارِعِ؟
وَأدهى مُصابٍ أقرَحَ العَينَ وَقعُهُ
بُكاءُ حُسَينِ الطُّهرِ بَينَ المَصارِعِ
على خَيرِ نَجلٍ نَالَ وَصفاً مُبَرَّزاً
شبيـــهٍ لِطه خــيرِ هــادٍ وَشَافِعِ
فَمُذ غالَهُ العَبديُ أمسى مُنادِياً
نِداءً عَلا الآفاقَ مِـلءَ المَسامِعِ
أبي يا غِياثَ الكُلِّ دُنيايَ أجدَبَت
أَتانــي عَـــدُوٌ بينَ رامٍ وَقَـــــارِعِ
أغثني فهذي القَومُ بالشِّرِّ أَقبَلَت
سِراعاً لِقَتلي في رِمــاحٍ شَوارِعِ
فَنادَى حُسَينٌ يا عَزِيزي ومُهجَتي
وَشيبتُــهُ فَاضَــت بِدَمــعٍ مُسَارِعِ
أَيَا لَيتَ حَتفي قبلَ يَومِــكَ يَومُهُ
وأنتَ لِكأسِ المَـوتِ لَستَ بِجَارِعِ
وَمَا أقبحَ الأيامِ إذ مِنكَ قد خَلَت
وإنِّي بِذي البَلــواءِ لَســتُ بِجازِعِ
محرم ١٤٤٣ هـ