هِيَ الأكوانُ ضجَّتْ بِالبُكاءِ
على رُوحِ الشَّهيدِ الكربلائي
بَكتْهُ الأرضُ واهتزَّتْ ومادَتْ..
تخضَّبَتِ المدائنُ بالدِّماءِ
تدَثَّرَتِ السَّماءُ بِثَوْبِ حُزْنٍ
لِيَكْسُوَ أهلُها (أهلَ الكساءِ)
وتبكي يا (حُسَينُ) عليكَ شَمْسٌ
وأقمارٌ تَحفُّكَ بالضِّياءِ
وتنفطِرُ القلوبُ أسًى وحُزْنًا
وتكتَظُّ القصائدُ بالرِّثاءِ
ولولا أن يلومونا لقلنا:
بأنَّكَ قد رُفِعتَ إلى السَّماءِ
عجيبٌ.. مسلمونَ وقد أراقوا
دماءَ حفيدِ خيرِ الأنبياءِ؟!
لقد قتلوهُ عطشانًا، أضنَّتْ
مياهُ الرَّافِدَيْنِ بِكُوبِ ماءِ؟!
لقد قتلوهُ مظلومًا، وأضحى
فدائيًّا تحَدَّرَ مِنْ فدائي
وصارَتْ بعدَهُ الأيَّامُ فوضى
وأُمَّتُنا تعودُ إلى الوراءِ
ولكِنَّ اليمانيّينَ ظلّوا
كما هُمْ في الولاءِ وفي البراءِ
على دربِ (الحُسَينِ) مضوا وقالوا:
زمانُ الظُّلْمِ آذَنَ بِانْتِهاءِ

إبراهيم طلحة