الحسين.. الفَجرْ!
بواسطة : حكيمة آل يوسف
15 أغسطس، 2021
أعشقُ الفجر. وهي أيامٌ عظيمة من شهر المحرم، وذكر الحسين فيها يُحي القلوب الصدئة، الحسين كالفجر يُضيء العتمة! يراه العاشق نورًا. والعابد محرابًا. وآخر يراهُ طريقًا وسلوكًا ونبراسًا، الحسين مختلف على جميع الأصعدة. يكفي أن يعيد العالم ذكراه في كل عام لتُدرك كم هو مختلف!
عاشوراء. ذلك اليوم الذي مهما أثار اختلاف الباحثين يبقى يومًا خالدًا وعظيمًا، يبقى الحسين ما بقي الدهر. الجميع يراهن على ذلك، الذكرى التي غُرست في القلوب من الصعب أنْ تزول أو تُمحى!
أنت تطرق بابًا من أبواب الله بقلبك حتى لكأن صدى الطرق يرتدُ اليك، كأن نور الحسين يغشى الكون هذه الأيام. تمر الأحداث متسارعة جدًا ما أن تُغلق عينيك وتتخيل الواقعة ترحل بعيدًا حيث يقف الحسين؛ حيث الصفوف متلازمة، الأمر فوق التخيل. الآلاف يهابون رجلًا واحدًا، عليك أن تُنصت جيدًا لما يقول الحسين. أنصت بقلبك. لتُؤدي فرض التلبية صادقًا، لتفديه بروحك مقتنعًا، الحسين يعلم نواياك ليقبلك، قف قليلًا.
الحسين لم ينتهِ بعد، عليك أن ترى السهام والطفل الذي يتهاوى. هل تلمس حزن الحسين؟! ليس حزنًا واحدًا بل أحزانًا متراكمة. القلب الذي أجهده الفقد تراه يمد حبلًا متينًا مع الله (ألست معي. فلا أُبالي)، الحسين جبل الإيمان الراسخ. ذاك أول درس مع الحسين. الإيمان الذي يتجذر في القلب. الإيمان المطلق بالله الواحد الأحد، أغمض عينيك مجددًا لتشهد مصرع الحسين. كيف سقط وكيف قُتل. كيف أعلنت زينب الانتصار والشهادة. كيف ولماذا استمر ذكر الحسين حتى هذه اللحظة. التاريخ يكذب ولكنه عند ذكر زينب والحسين يقف حائرًا لا يستطيع. (لن تمحو ذكرنا)، القوة العظيمة التي آمنت بها زينب، النور الذي أشرق في كربلاء ولم يغب. الحسين الفجر الذي يضيء ويُلهم كل عاشق!