تضطرب العقليات السلفيّة عندما يرون الشيعة يذكرون فاطمة الزهراء (عليها السلام) أو يتوسلون بها ، فترى بعضهم يستضعف ذلك الأمر وينكره ، وترى بعضهم يشمئز قلبه لما ران على قلبه الأسود الفاسد ، وترى بعضهم يسأل ما الحكمة في ذكركم لفاطمة الزهراء (عليها السلام) ؟
نجيبهم ونقول لهم :-
أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليست امرأة عاديّة حتى نساويها بسائر النساء معاذ الله من ذلك ! بل هي صدّيقة كُبرى طاهرة مطهرّة من الرّجس تطهيراً لا يأتيها الباطل أبداً وخالية تماماً من جميع عيوب النساء كالحيض والنفاس ، وقد أوصانا الله تعالى في حبّها لأنّها من ذوي القربى الذينّ أوصانا الله بالمودّة لهم . عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَلَمْ تَحِضْ ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ» . وَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِعَائِشَةَ : «يَا حُمَيْرَاءُ ، إِنَّ فَاطِمَةَ لَيْسَتْ كَنِسَاءِ الْآدَمِيِّينَ ، لَا تَعْتَلُّ كَمَا تَعْتَلِلْنَ» . وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟ فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ بَتُولٌ وَفَاطِمَةَ بَتُولٌ . فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «الْبَتُولُ الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ ، أَيْ لَمْ تَحِضْ ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ» . وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ قَالَ : «إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرَةَ ؛ لِطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ رَفَثٍ ، وَمَا رَأَتْ قَطُّ يَوْماً حُمْرَةً وَلَا نِفَاساً» . وَعَنْ أَسْمَاءٍ قَالَتْ : «قَبِلْتُ أَيْ وَلَّدْتُ فَاطِمَةَ بِالْحَسَنِ ، فَلَمْ أَرَ لَهَا دَماً ! فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنِّي لَمْ أَرَ لَهَا دَماً فِي حَيْضٍ وَلاَ نِفَاسٍ» ؟! فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اِبْنَتِي طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ ، لاَ يُرَى لَهَا دَمٌ فِي طَمْثٍ وَلاَ وِلاَدَةٍ» . وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «إِنَّ ابْنَتِي فَاطِمَةَ حَوْرَاءُ إِذْ لَمْ تَحُضَّ وَلَمْ تَطْمِثْ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا فَاطِمَةَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَطَمَهَا وَمُحِبِّيهَا عَنْ النَّارِ» .
وهي بضعة النبي مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وروحه التي بين جنبيه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي» ، وَفِي رِوَايَةٍ : «يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا أَذَاهَا» . وَفِي رِوَايَةٍ : «يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا» . وَعَنْ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَعَاشِرَ النَّاسِ ، تَدْرُونَ [مِنْ مَاذَا] خُلِقَتْ فَاطِمَةُ» ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ! قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «خُلِقَتْ فَاطِمَةُ حَوْرَاءَ إِنْسِيَّةً لَا إِنْسِيَّةٌ ، وَخُلِقَتْ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِيلَ وَمِنْ زَغَبِهِ» . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ عَلَيْنَا تَقُولُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ لَا إِنْسِيَّةٌ ثُمَّ تَقُولُ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِيلَ وَمِنْ زَغَبِهِ ؟! قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «إِذاً أُنَبِّئُكُمْ ، أَهْدَى إِلَيَّ رَبِّي تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ أَتَانِي بِهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ فَعَرِقَ جَبْرَئِيلُ وَعَرِقَتِ التُّفَّاحَةُ ، فَصَارَ عَرَقُهُمَا شَيْئاً وَاحِداً ثُمَّ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . قُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا جَبْرَئِيلُ . فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَهْدَى إِلَيْكَ تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ . فَأَخَذْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا وَوَضَعْتُهَا عَلَى عَيْنِي وَضَمَمْتُهَا إِلَى صَدْرِي ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ كُلْهَا . قُلْتُ يَا حَبِيبِي يَا جَبْرَئِيلُ ، هَدِيَّةُ رَبِّي تُؤْكَلُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَدْ أُمِرْتَ بِأَكْلِهَا . فَأَفْلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ مِنْهَا نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ ! قَالَ كُلْ فَإِنَّ ذَلِكَ نُورُ الْمَنْصُورَةِ فَاطِمَةَ . قُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ وَمَنِ الْمَنْصُورَةُ ؟ قَالَ جَارِيَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ وَاسْمُهَا فِي السَّمَاءِ مَنْصُورَةُ وَفِي الْأَرْضِ فَاطِمَةُ . فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ وَلِمَ سُمِّيَتْ فِي السَّمَاءِ مَنْصُورَةَ وَفِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ ؟ قَالَ سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ فِي الْأَرْضِ لِأَنَّهُ فَطَمَتْ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَفُطِمُوا أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا ؛ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ‏ : ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
* بِنَصْرِ اللَّهِ ، بِنَصْرِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا)» .
وهي نهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبينا مُحمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد أن عيّره الأعداء وسمّوه بالأبتر الذي لا ولد له ، فكان ردُّ السورة المباركة بإنّا قد أعطيناك الكوثر ، والكوثر هو كل شيء كثير في العدد والقدر والخطر ، وهذا يعني أنّ الله تعالى سيعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة ، وإنّ عدوك هو الأبتر القاطع . وبالفعل قد انجبت الزهراء (عليها السلام) الحسن والحسين (عليهما السلام) سيدي شباب أهل الجنة ، ومنهما وبهما انحصرت ذرية رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وكان نسله المبارك منهما ، كذلك (عليها السلام) قد أنجبت زينب (عليها السلام) عقيلة بني هاشم وعمّتهم جميعاً ، وكانت (عليها السلام) قد أنجبت محسناً الجنين (عليه السلام) الذي أُسْقِطَ منها من أثر الهجوم على دارها وحرقه . فهي (عليها السلام) النبع الصافي لجميع المؤمنين والمؤمنات والأساس لأهل البيت (عليهم السلام) كلّهم ، فأباها رسول الله مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبعلها أمير المؤمنين علي (عليه السلام) زوجها في الدُّنيا والآخرة ، وأُمّها خديجة الكبرى (عليها السلام) أم المؤمنين وزوجة خاتم الأنبياء مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وابنائها الحسن والحسين وزينب (عليهم السلام) ، وهي أُمُّ السر المستودع الذي أودعه الله فيها ، الذي هو إن صحّ التعبير هي الجينات الوراثية والـDNA الخاصة بتكوين الإمام مُحمّد المهدي (عجّل الله فرجه) في الأصلاب الشامخة للرجال الأئمة (عليهم السلام) من ولدها (عليها السلام) والأوعية والأرحام الطاهرة التي تحويها ، وهو الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَت ظُلماً وجوراً .
وفاطمة الزهراء (عليها السلام) روح القدّس ، وهي العروة الوثقى النورانيّة التي قال الله عنها ، قَالَ تَعَالَى : ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وهذه العروة الوثقى أنثى ليست بمادّةٍ بشريّة وإن كانت في عالم الدنيا بشريّة لبعضٍ من الوقت ، وهي مع كونها بشريّة في عالم الدنيا فقد كانت بتول طاهرة من الرّجس تطهيراً ، أمّا بعد استشهادها فقد عرجت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى السماوات ثم إلى العرش في أعلى عليين ، معزّزةً مكرمّةً مع الملائكة والنبيين والصدّيقيين والشهداء ، ومعها بعلها أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ومعها أباها رسول الله مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، والذين هم يشكلون العروة الوثقى المحمديّة العلويّة الفاطميّة . عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ : «شَقَّ اللَّهُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ ، فَهُوَ الْفَاطِرُ وَأَنْتِ فَاطِمَةُ» . وَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «يَا فَاطِمَةُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ» . وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ : لِمَ سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : «لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ، فَلَمَّا أَشْرَقَتْ أَضَاءَتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِنُورِهَا وَغَشِيَتْ أَبْصَارَ الْمَلَائِكَةِ وَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ لِلَّهِ سَاجِدِينَ . وَقَالُوا : إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا مَا هَذَا النُّورُ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ : ﴿هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِي وَأَسْكَنْتُهُ فِي سَمَائِي خَلَقْتُهُ مِنْ عَظَمَتِي ، أُخْرِجُهُ مِنْ صُلْبِ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِي أُفَضِّلُهُ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأُخْرِجُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَئِمَّةً يَقُومُونَ بِأَمْرِي يَهْدُونَ إِلَى حَقِّي وَأَجْعَلُهُمْ خُلَفَائِي فِي أَرْضِي بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْيِي» .
وكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) من العالين على عرش الرحمن مع المصطفى والمرتضى والحسنان (صلّى الله عليهم وسلّم) قبل أن يخلق الله الخليقة ، ومن يقول أنّ العالين كانوا ملائكة مقربين ، فنجيبه : قال تعالى في كتابه الكريم في سورة ص آية 73 وفي سورة الحجر آية 30 : ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، أي أن جميع الملائكة سجدوا . عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ : كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِإِبْلِيسَ‏ : ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) ، كُنَّا فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ ، فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالسُّجُودِ إِلَّا لِأَجْلِنَا ، فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ‏ : ﴿يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ، أَيْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ الْمَكْتُوبَةِ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ . فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ وَبِنَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ ، فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ‏ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَأَسْكَنَهُ نَارَهُ ، وَلَا يُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ‏» .