![]()
بغداد/ مؤيد الطيب والمدى برس
دعا متظاهرو محافظة الانبار عشائر ووجهاء المحافظات الجنوبية الى الوقوف معهم ضد احتمالات قيام القوات الامنية بمواجهتهم بالسلاح لإنهاء اعتصاماتهم التي تدخل اليوم يومها الستين، فيما تواصلت الاحتجاجات أمس في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين.
وأكد المتحدث باسم اللجان التنسيقية لتظاهرات الأنبار الشيخ سعيد اللافي في اتصال مع "المدى" أمس أن "متظاهري الأنبار يستعدون لإقامة تظاهرة حاشدة اليوم بمناسبة مرور 60 يوماً على انطلاق تظاهراتهم في ساحة العز والكرامة، في ظل تجاهل الحكومة لمطالبنا وسيكون اسم التظاهرة (يوم الحشد) لتذكير الحكومة بالحشود المحتجة في الأنبار وبقية المحافظات".
وأضاف اللافي إن "أهالي الأنبار مستعدون لتظاهرة الجمعة المقبلة ومازلنا نناقش اسم الجمعة مع قيادات التظاهرات ولم نتفق على اسم بعد"، متابعاً أن "مسألة الذهاب إلى بغداد وأداء الصلاة في جامع أبو حنيفة النعمان أصبح مشروطا باستحصال الموافقات الأمنية من الحكومة المركزية وتوفير الحماية اللازمة للمصلين الذين يريدون التوافد إلى بغداد من أجل ضمان عدم حصول أي صدامات مع القوات الأمنية أو المندسين".
واتهم معتصمو الأنبار الحكومة بمحاولة "تأجيج الفتنة الطائفية" في البلاد، بعد قرار وزارة الداخلية بنقل ألف شرطي من البصرة إلى المحافظة، وناشدوا عشائر تلك المناطق لـ"قطع الطريق" على مخطط الحكومة وعدم السماح لأبنائهم في الجيش والشرطة بتنفيذ أوامر الداخلية ضد المتظاهرين والمعتصمين في المحافظات "المنتفضة".
وقال المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي في ساحة اعتصام الرمادي، الشيخ عبد الرزاق الشمري، في رسالة وجهها بالنيابة عن المعتصمين إلى أبناء الجنوب والفرات الأوسط، وتسلمت "المدى برس" نسخة منها، إن "الحكومة تحاول تغيير مسار المعركة من معركة بينها وبين المعتصمين إلى معركة بيننا وبينكم، وذلك من خلال القرار الذي اتخذه وكيل وزير الداخلية الأقدم بنقل 1000 شرطي من أبنائنا في البصرة الفيحاء إلى محافظة الأنبار محافظة العزة والكرامة، بهدف تأجيج الفتنة الطائفية أعاذنا الله منها". وناشد الشمري في رسالته أبناء الجنوب والفرات الأوسط، بقوله "...بالرحم الذي بيننا وبينكم أن لا تسمحوا لأبنائكم الذين هم أبناؤنا بتنفيذ هذا الأمر لاسيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها بلدنا الجريح"، وتابع "أناشدكم أيضا بأن يخطوا أبناؤكم من أفراد الجيش المتواجدين في المحافظات المنتفضة الخطوة نفسها التي خطاها لواء الجيش من أخوتنا الكرد في معركة الفلوجة الثانية فيما لو أصدرت الحكومة إليهم أوامر بقمع التظاهرات والاعتصامات وبذلك تكونوا قد قطعتم الطريق أمام الحكومة في تنفيذ مخططها، وحقنا لدماء أبناء العراق كله الذي إن سال -لا سمح الله- فسيكون خسارة للجميع وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ديننا وأمتنا ووطننا".
من جانبها أعلنت اللجان التنسيقية لتظاهرات محافظة نينوى إنها تستعد منذ بداية الأسبوع الحالي لتظاهرة يوم الجمعة المقبل بمشاركة اوسع من اهالي المدينة وشيوخ عشائرها ووجهائها، بدعم من الحكومة المحلية في المحافظة.
وأوضح الناشط في تظاهرات ساحة الأحرار في الموصل غانم العابد في تصريح الى "المدى" أمس إن "متظاهري ساحة الأحرار مستعدون ليوم الجمعة المقبل استعداداً تاماً، وقمنا بنصب الخيم والمنصة في ساحة الاعتصام وحشدّنا أعداداً أكبر من الأهالي وشيوخ العشائر وعلماء الدين للمشاركة في التظاهرة".
وأضاف العابد إن "على الحكومة أن تترك مخاوفها من المتظاهرين العزل وتوجه تركيزها على الإرهابيين الذين يقتلون ويروعون الناس"، مشيراً إلى أن "قوات الأمن مازالت تضيّق الخناق على المتظاهرين الذي يتوجهون إلى ساحة الأحرار ويقطعون الجسور والشوارع المؤدية إلى الساحة". وفي محافظة ديالى يستعد المتظاهرون فيها إلى إقامة صلاة موحدة في جامع السارية في مدينة بعقوبة الجمعة المقبل وسط مخاوف الأهالي من الخروج إلى أداء الصلاة بسبب مضايقات قوات دجلة التي تسيطر على المحافظة. وقال احد منظمي تظاهرات ديالى الذي فضّل عدم ذكر اسمه في حديث لـ"المدى" أمس إن "مدينة بعقوبة تشهد هدوءا نسبياً لحركة المواطنين، والأسواق في المدينة أصبحت شبه مغلقة"، مؤكداً أن "هذا الركود الواضح أصبح طابع المدينة بسبب خوف المواطنين، والتعقيدات التي تصاحب الإجراءات الأمنية في المحافظة على المواطنين خوفاً من مشاركتهم في التظاهرات".
وأضاف إن "150 من معتقلي محافظة ديالى تم نقلهم كوجبة أولى من سجون بغداد إلى بعقوبة للإسراع بحسم ملفاتهم أمام الدوائر القضائية، وهذه الخطوة من الحكومة لتهدئة الوضع أكثر في المحافظة والسيطرة على أمزجة المواطنين الغاضبين وإنهاء التظاهرات في المحافظة".