( الرمادي مدينتي ) مدينة الكرم التي أرهقتها الحروب !
( الرمادي ) اشتهرت بـ سجية الكرم ، وأراضيها الفلاحية المتميزة ، كما عرفت بمرور طريق القوافل قديما بساحاتها , كغيرها من مدن العراق وقراه ، دخلت دوامة حروب ومعارك لا تنتهي منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام ( 2003 )
كرم الضيافة ، أبرز ما يميز القضاء الأكبر في محافظة الأنبار (كبرى محافظات العراق الـ 18) الرمادي أو تل الرماد ، تكاد تخلو مناطقها من الفنادق لحرص عشائرها على إيواء الضيف غريباً كان أم قريباً، لم تعرف الهدوء منذ عام 2003 لحد اليوم ، فقد شهدت العديد من الأحداث التي خلفت ويلات كثيرة ..
الموقع
تقع مدينة الرمادي شرق محافظة الأنبار، وتبعد عن غرب العاصمة بغداد 112 كيلومترا ، وتبلغ مساحتها ضمن حدودها البلدية الحالية 8543 كيلومترا.
السكان يناهز عدد سكان الرمادي تسعمئة ألف نسمة، وتتميز بمناخها شبه الصحراوي وقلة سقوط الأمطار والتباين الكبير بين الحرارة في الليل والنهار وانخفاض الرطوبة ، وهي أرض مستوية تتدرج بالارتفاع نحو الغرب ، كما أن نهر الفرات يحدها من الشمال وشواطئ بحيرة الحبانية تحدها من الجنوب والجنوب الغربي، ومن الشرق قرى الصوفية والسورة وسجارية.
أما من الغرب فتحدها الحافات الشرقية للهضبة الغربية المفتوحة ، وتشطر قناة الورار المدينة إلى شطرين: شرقي يمثل المدينة القديمة والسوق الرئيس والأحياء السكنية والدوائر الرسمية المركزية، في حين ظهر الشطر الغربي بعد تشغيل معمل الزجاج ثم تطور أكثر بعد أن تم تأسيس جامعة الأنبار، ويحتوي على الأحياء السكنية التي ظهرت بعد سبعينيات القرن الماضي , وتبعد الرمادي عن مدينة الفلوجة بمسافة 45 كيلومترا شرقاً، وعن حدود قضاء أبي غريب التابع لمحافظة بغداد مسافة مئة كيلومتر، بينما تبعد عن مدينة القائم بمسافة 295 كيلومترا إلى الشمال الغربي، كما تبعد عن مدينة الرطبة مسافة ثلاثمئة كيلومتر باتجاه الغرب , والمدن والنواحي والمناطق التابعة لها هي: السجارية (جويبة)، الحميرة، الجزيرة (البوفراج-البوذياب-البوعيثة-البوعساف)، الصوفية، الخالدية، الحبانية، حصيبة الشرقية، الثرثار، الشامية (الطاش والعنكور)، أبو الجير وجبهة (بنوكليب)، البوعساف، البوعلي الجاسم، البونمر، البوعيثة، البوبالي، الحامضية، البوعبيد.
اعلان
كما تحتوي الرمادي على أكثر من سبعين جامعاً ومسجداً أقدمها الجامع الكبير الذي تم بناؤه عام 1886، على نفقة دائرة الأوقاف في عهد الدولة العثمانية.
التسمية
كان للرمادي أكثر من تسمية ومنها (العلوة، تل الرماد، القلعة، الرُّب) وكلها تشير إلى الارتفاع، ويبلغ ارتفاع تل الرماد 51 متراً عن مستوى سطح البحر، وكانت القوافل التجارية تأوي إليه، وما يخلفونه من رماد أثناء الطبخ على التل يغطي سطح التل بالرماد فسمي بذلك، ومنطقة التل هي التي تقع شمال المدينة ويمر بها شارع 17 وفيها مستودع النفط، وفيها مركز صحي مازال يحمل اسم التل .. ويقال إن أحد رجال المغرب العربي الأتقياء، واسمه الشيخ زكريا الرمادي، نسبة إلى مدينة رمادة المغربية، نزح من مدينته التي جاء منها مطلع القرن الـ19 إلى الموضع القديم لمدينة الرمادي، وسكن بمنطقة التل القديمة ومحلها عند العلوة القديمة قرب مستوصف التل، وتمتد إلى منطقة الجمعية الحالية، ولما كان هذا الشيخ تقيا ومتدينا فقد تبرك به أهالي المدينة واعتبروه ولياً من الأولياء فسميت المدينة باسمه.
التاريخ
يذكر أسيدور الكرخي في كتابه "المنازل الفرثية" المحطات التجارية التي كان يرعى حراستها الفرثيون عندما استولوا على العراق ما بين 248 – 124 ق.م، على طريق القوافل التجاري البري المحاذي لنهر الفرات، ومن ضمن المحطات التي ذكرها آنات (عنه) وإيبولس (آلوس) وأس (هيت) ثم (بسيخينيا) التي فيها معبد ما يسمى إله التناسل (أتركاتس) قرب هيت.
وقد رجحت المستشرقة الفرنسية الواموسيل أن تكون هذه المحطة التجارية هي مدينة الرمادي، وهذا ما يكاد يطابق المسافة بين المدينتين. فمن المرجح أن تكون بسيخينيا هي الموضع القديم لمدينة الرمادي الحالية. ومما يدعم هذا الرأي أنه عندما تم بناء المستشفى الجمهوري القديم عام 1954، عُثر على مقبرة دفن فيها الموتى في قبور فخارية تشبه إلى حد كبير ما اتبعه الفرثيون في دفن موتاهم , كما اختارها الوالي العثماني (مدحت باشا) بالفترة ما بين (1869 – 1872) كمركز حضري، ابتغى من خلاله توفير الأمن والاستقرار للقوافل التجارية التي كانت تمر عبر المدينة، حيث أسس مركزاً للشرطة ومستشفى، كما مد خطاً للتلغراف بين بغداد والرمادي لترغيب القوافل التجارية بالسير خلال طريقها الذي كان محفوفاً بأخطار الفيضانات وهجمات البدو.
وكان من نتيجة ذلك أن أخذت القوافل التجارية تغدو عليه، لكونه أقصر مسافة من طريق الموصل–ديار بكر–حلب , وسيطرت القوات البريطانية على الرمادي عام 1918 بعد معركتي (الرمادي الأولى والثانية) بعد أن خاضت، بقيادة وإشراف الجنرال ستانلي مود، معارك شرسة ضد الجيش العثماني، للسيطرة على المدينة، واستطاع الاستعمار البريطاني خلالها إحكام سيطرته على الرمادي ومناطق أخرى من الأنبار , في عام 1920، شهدت الرمادي عمليات ضد البريطانيين منها إغراق باخرة بريطانية بمنطقة البو بالي شرق المدينة، فضلا عن كونها مسرحا لعمليات الكر والفر بين قوات البريطانية والثوار من عشائر زوبع , تغير اسم لواء الدليم بعد زوال الحكم الملكي ومجيء الحكم الجمهوري عام 1958، إلى لواء الرمادي، نسبة إلى مدينة الرمادي مركز اللواء. وقد جاء هذا التغيير رغبة في إنهاء الحالة القبلية التي كانت سائدة بالعراق واللواء بشكل خاص ، ولنقل المجتمع إلى حالة من التحضر.
الاقتصاد
توجد الرمادي وسط منطقة زراعية كثيفة، عند التوجه شمالاً وشرقاً، حيث تنتشر القرى الزراعية القريبة من المدينة، كما هو الحال في قرى طوي، والسورة، والصوفية ، والدشة، وسطيح، وزنكورة، وحصيبة الشرقية، والبو فراج، والبو ذياب، والبو عبيد، والحامضية، والبو عساف، والملاحمة. وهذه القرى تتبع إدارياً مركز قضاء الرمادي وناحية الحبانية.
من أهم المحاصيل الزراعية التي تزرع فيها البطاطس الربيعية والخريفية ثم الحنطة والشعير والذرة الصفراء، ومجموعة الخضراوات، والأعلاف، وفيها عدد من البساتين , تحتوي على خط السكك الحديدية الرئيسية الذي يقود إلى سوريا، وتعتبر مدينة مهمة بالنسبة للتجارة بين العراق والأردن وسوريا، كما أنها مرتبطة بخطوط مواصلات سريعة مع العاصمة بغداد بالإضافة للمدن الأخرى القريبة من الحدود الغربية للبلاد، وفي الرمادي مواقع أثرية قديمة وكنائس.
السوق الرئيسي بالرمادي الواقع بمركز المدينة بين العزيزية والقطانة، وسوق العصري بحي المعلمين، وسوق الحي الجمهوري، وسوق الملعب، وسوق التأميم، ومحلات الجملة بالخمسة كيلو .. والسلام