تــأهّــبَ الخُـلـدُ، لـمّا الـرّكْـبُ هـاتَـفَـهُ:
لــن يَـبلغَ الـفتحَ مَـن فــي قـلـبِه صَـمَـمُ
فـانـسـابَ عَــبْـرَ الـفـيافــي لا يُـفـارقُـه
صٍـدقٌ وصبـرٌ وايمانٌ بـما اعـتصمـوا
لـ (مسلمِ بنِ عقيلٍ) فـــي الجهاد صَـدىً
نِــعْـمَ السـفـيرُ عــلاه الحِــلـمُ والحِــكـم
وفِـتـيــةٌ أثــبـتــوا فـــي الـنّهْـج أنّــهُــمُ
للمجد رمْــزٌ ، وفي سِـــفر الفدا عَــلمُ
تسابقــــوا فــــي لقاء المـــوتِ يرفُدُهُ
حبُ الحُســـين فهانَ المـــــوتُ عندهُمُ
قـــــــد أودعَ الله فيــــهِم نفـــحَ جَنتـــهِ
فمــــا استكانــوا ولازلتْ بهـــم قـَـــدَمُ
دوّى الإبــــاءُ فـهَــبَّ الخصْمُ يـَنْحـَـرُه
ماكـــان فــــي بالِهم، نصرُ الإباءِ دمُ
مُــذ قــالَ : هيهات منــا الذل، مُرتَجِزاً
إســتبشـــرَ العـَــدلُ والمظلومُ والقــلــمُ
ساروا وعينُ المنايا صَوْبَهم شَــخَصَتْ
وواصلوا الخطــوَ لا شــكـوى ولا نـدَمُ
زينُ الشــبابِ عليُّ الأكــبَــرُ انبَثــقـَــتْ
رُوحُ الفِــــداءِ بــه مُـذ جَـدَّ سَـــيـْـرُهُــمُ
وحَــطَّ رحْلُهُمُ فـــــي كربــــلاءَ وقــــد
تجسَّـــدَ الخطْبُ حيثُ الســـيفُ والسَّهَمُ
الخــصْـمُ ، يَــرفِــدُه نـقـصٌ ومـَـرتَــعُـه
فـي بؤرة الشـــرِّ حيث الطـبعُ يـنسـجِــمُ
قــــومٌ بِـــهِـمْ عاهــةٌ بــــاحُـوا بخِسَّــتِها
لـمّا الرضيـــعُ قَـضــى نَحْــرَا بـسهْمِهُمُ
عـنـد النزالِ، أصابَ الخَصْــمَ هَلْـــوَسَةٌ
اذ هـــالَهـُــمْ بَطَـلٌ اعـيـْا ســيـــوفَـهُــــمُ
ســاقي العُطاشى أبو الفضل الذي افـتَخَرَتْ
بـنَهْجِ ســَـــيْرِهِ فــــــــي تاريـخِها الأُمَمُ
ولِلرِياحـِــــيّ فـــــــــي التاريــخِ مَأْثَرَةٌ
بهــــــا اعتلى المَجْدَ حيثُ الخُلْدُ والقـيَمُ
اذ شــــاءَ ربـُـــك ان تصحـــو بداخِـلِهِ
حقيقــــةُ الأمــرِ، لمـّـــا غـادرَ الوَهَـــمُ
أزرى بهـــــم، لَبــْـوةٌ ألقـَــتْ بخُطبتِهـا
وللفصاحـــةِ سـيـفٌ، ليـــــسَ يَـنْفَصِــمُ
لمّا العليلُ اعتلى الأعـــوادَ مُـرْتَـجِــزَا
بانَ الــــذي كـان للإعــلامِ مُـنـكَـتِــمُ
ديــمومةُ الدينِ لـولا الطـفُ ما حَيـيَتْ
والــسيفُ فـــي غِمدِه تُرْزَأ بـه الهِمَــمُ
الطـفُ أيقـظَ مَــن باتــوا عـلــــى قُـلَلٍ
وحـرَّكَ الـوَعـيَ (فـيمـن قلبــُـه شَبِمُ )
وارْتَجَّ عـرشُ مَـنْ الدنيا لـهُ ابتـَسَمَــتْ
لمـــــــا رأى العـدلَ ســيفاً حيـن يَنْتَـقِمُ
شاخَــتْ مَصائِبُ قَــومٍ وانْطَوَتْ زَمَنـا
وَوَقْــدُ يومِـــكَ ، فـي نهج الحـياة فَـمُ
عـــلى خُـطاك يــدومُ الحـقُّ مُؤتَــلِـقـاً
يُطَهِّــرُ النَفْـــسَ لا ظُلْــــمٌ ولا ظُلـَــــمُ
مِنـــّي حُسينٌ ومِـــنْ عَـزْمِ الحُسينِ أنا
مقولــــةُ المُصطفى، في الطفِ تَرْتَسِمُ