كفاك تغابيا وكفاك صمتا
فأنت تحبني لو كنت موتا
وأنت أردتني في القلب نبضا
وأنت جعلتني في العقل صوتا
وأنت زرعتني في الجسم حسا
وأنت عرفتني للعمر وقتا
فأفصح عن هواك إذن لنمضي
فإني قد صنعت الحب بيتا
حبيبي إنما عيناك كوني
وأنت مليكه والله أنتَ
فما تغني النجوم ولا ضياها
ولا تغني الشموس إذا أفلتَ
وليس بضائري حلك الليالي
إذا أشرقت لي أو إن ظهرتَ
وليس بمؤنسي في الكون شيئ
إذا من مقلتي يا حلو غبتَ
وليس بموطن وطن إذا ما
خلا من نور حسنك إذ رحلتَ
غريب إن رحلتَ علي جسمي
فإن حقيقتي كانت بكُنتَ
وإني في لقاك وجدتُ كُلّي
وفوق الكل كُلّي قد حويتَ
فما فكري سواك ولا شعوري
وكل مواجدي مما صنعتَ
لماذا لا تبوح إذا بسري
أما أسكنتني أو بي سكنتَ
كلانا واحد فَلِمَ التغابي
وهل يجدي الهروب وقد شعرتَ
فأنت تحبني من غير ريب
فما قولي سوى ما قلت أنتَ!
كفاك تلاعبا بالحب لهوا
وأكملني حلولا إذ حللتَ
فإن تُجرحْ تَسلْ مِني دمائي
ودمعا إن ذرفتُ فقد بَكيتَ
فيا كل الهوى أفصح وإلا
بسيف الصمت قتلا قد قتلتَ
وما أخشى المنية إن أتتني
ولكن إن أمُتْ لا بُدَّ متَّ
محمد أحمد زيدان شاكر