كالبرق أنتِ إذا تجلَّى غابا
لكن بقلبي أوقد المحرابا
كالنور أنت فلا سبيل لمسِّه
لكن بجسمي خالط الأعصابا
بالله غيبي عن عيوني برهة
فلقد غدوتُ من الغرام سرابا
بالله كفي بعض حسنك لحظة
فلقد غويت القلب والأهدابا
قد كنت قبلك لنجوم مسافرا
لُبّي يجول الكون والأسبابا
والآن نحوك قد شددت تأملي
أترى سأكشف عن حلاك نقابا
كالبحر عمقا قد رأيتك فاشرحي
كيف احتويت البحر والرُّكابا
كيف استطاع الورد فيك تورُّدا
كيف استحال الشهد فيك رضابا
إني رأيتك كالمساء تلألؤا
كيف استطاع البدر فيك ذهابا
من أين حسنك قد تخلَّق أفصحي
ما كنتِ إلا آية وعُجابا
ماكنت إلا للفؤاد طلاسما
لغزا تعذر أن يبوح جوابا
كيف اجتذبت إليك كل مجرة
كيف الوجود إلى يديك أنابا
بالله قولي كيف أبدأ رحلتي
هيا اجعليني في فضاك شهابا
هيا اجعليني كوكبا ومذنبا
ثم اتركيني أفتح الأبوابا
علّي ألوذ بجنة علوية
وأذوق منها لذَّةً وشبابا

محمد أحمد زيدان شاكر