هي أشهر ناشطة مناخية في العالم، وقد اختارتها مجلة "تايم" شخصية العام في 2019 رغم أن عمرها لم يتعد حينها 16 عاماً. إنها الناشطة السويدية غريتا تونبرج التي ظهرت مؤخراً على غلاف الطبعة الاسكندينافية لمجلة "فوغ" لتتحدث عن مخاطر "الموضة السريعة" في أحد أهم مجلاتها.
واستقبلت مجلة "فوغ سكاندينافيا" الناشطة المناخية غريتا تونبرج على غلافها في عددها الذي أصدرته مؤخراً. وأجرت معها حواراً ركز على تأثير صناعة الموضة في تغيير المناخ.
غريتا على غلاف مجلة فوغ
كما اتهمت تونبرج خلال هذا الحوار صناع الموضة بجعل أزيائهم تبدو مستدامة دون اتخاذ خطوات حقيقيّة في هذا المجال، مؤكدة أنها شخصياً لم تشتر أي قطعة أزياء منذ 3سنوات وأن آخر ما اشترته كان من الأزياء المستعملة، لافتة إلى أنها تكتفي باستعارة الثياب من أشخاص تعرفهم بدل شرائها كما أنها تشجع جيل الشباب على اعتماد خطوات مماثلة لمحاربة مفهوم "الموضة السريعة" Fast Fashion الذي يُستخدم لوصف الإنتاج السريع والمنخفض التكلفة للأزياء التي يتم إنتاجها وفق الاتجاهات الموسمية.
تغيير في النظام
إلى ذلك تدعو غريتا إلى تغيير النظام العالمي في هذا المجال، إذ إن إنتاج الأزياء واستهلاكها على نطاق واسع لا يمكن أن يترافق مع الترويج لمفهوم الاستدامة مثل ما نشهده اليوم. خاصة أن الموضة ما زالت ثاني أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، فهي تستهلك أكثر من 20% من المياه المستعملة على مستوى العالم أي ما يكفي لبقاء 5 ملايين شخص على قيد الحياة. أما فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية فتُتهم صناعة الموضة بكونها مسؤولة عن 8% من مجموع هذه الانبعاثات حول العالم أي بنسبة أكبر من الرحلات الدولية ورحلات الشحن مجتمعة.
غريتا تونبرج
خطوات غير كافية
وفي مواجهة هذا الواقع، سعى العديد من مصنعي الأزياء إلى اتخاذ خطوات تحد من التأثير البيئي لصناعة الموضة. لكن الناشطين البيئيين يعتبرون أن العلامات التجارية تقدم حلولاً تبدو أنها تعالج المشكلة إنما في الحقيقة لا تؤمن حلولاً مفيدة سوى للعلامة نفسها. وهم يتهمون هذه العلامات باعتماد مبدأ "الغسيل الأخضر" Greenwashing الذي يُعتبر شكلاً من أشكال التسويق المصمم لتضليل المستهلكين حول المزايا البيئية للمنتوجات التي يقولون عنها أنها مستدامة.
نشاط على وسائل التواصل
وبالتزامن مع هذه المقابلة، نشرت غريتا عدة تغريدات في صفحتها على في "تويتر" جاء فيها: "تعتبر صناعة الأزياء مساهمة أساسية في حالة الطوارئ المناخية والبيئية التي نعيشها اليوم، ناهيك عن تأثيرها على عدد لا يحصى من العمال والمجتمعات التي يجري استغلالها في جميع أنحاء العالم لكي يتمتع البعض بالموضة السريعة".
غريتا خلال أحد التجمعات الداعمة لحماية البيئة
يشار إلى أن اختيار ناشطة مناخية للتحدث عن المخاطر البيئية لصناعة الموضة، يشكل خطوة متقدمة تعتمدها أحد أشهر مجلات الموضة التي لفتت إلى أنها تشارك غريتا قيم الحياة المستدامة وحماية البيئة.
الجدير ذكره أن غريتا حرصت على الظهور في الصور المرافقة للمفقابلة بأزياء مستدامة مصنوعة من مواد معاد تدويرها.