السلام عليكِ يا فاطمة الزهراء
كوثر الخلد
زَهَتْ أحرفُ الحبِّ رغم الألمْ ** فكم عند ذكرِكِ حنَّ القلمْ
وكم في هواكِ تذوب القلوب ** وينمو بعذبِ نَداكِ العدم
بروضِ كمالِكِ تحيا النفوسُ ** وعند جمالِكِ رقَّ النَّسَم
على بابِكِ الخشبيِّ النحيف ** تُصَفُّ الملائكُ صفَّ الخدم
فما ذلَّ مَن أَمَّهُ سائلاً ** وما خابَ مَن بِعُراهُ اعتصم
فأعتابُهُ ألِفَتْ جبرئيل ** فكم له عند ذُراها قدم
وألواحُهُ سُلَّمٌ للعَلاء ** تباهت بها عالياتُ القمم
ومسمارُهُ لم يزلْ باكياً ** إلى الآن يقطر دمعاً ودَم
فيا بنتَ مَن شَرَّف الأنبياء ** وفضَّلَهُ اللهُ حتى خَتَم
ويا بنتَ من قد دنا فتدلى ** ومَن كُشِفَتْ بِضِياهُ الظُّلَم
ويا زوجَ ثانيَ خيرِ الأنام ** ويا أُمَّ ساداتِِ دارِ النِّعَم
ويا كوثرَ الخلدِ يروي الجنان ** بِعذبِ القداسةِ منذ القِدم
أُجِلُّكِ نوراً يباهي الشموس ** ففي وجهِكِ نورُ ربي ارتَسَم
سمعتُ نداءَكِ في العالمين ** إلى الآن آثارُه ، ما انصرم
وإنَّ خِطابَكِ هزَّ القلوب ** ولكن أكثرَهُم ذو صَمَم
رأيتُ تَجُرّين ثقلَ الفراقِ **ونارُ الظليمةِ مثلُ الحِمَم
أُعزيكِِ مهضومةً أنكروك ** وللهِ قلبُكِ مِن مُهتَضَم
يناغيكِ طفلُكِ بين الطفوف ** على حَرِّ سهمِ الحِمامِ انفطم
تُعاتبُكِ حُرةٌ لم تَذِل ** وعينٌ قَذَتْها الدما ، لم تَنَم
تُواسيكِ كوكبةُ الخالدين ** كعُقدِ نجومٍ ، سمَا فانتظم
وينصرُكِ اليوم جندُ الحبيب ** بجيشٍ سيقتَصُّ مِمَّن ظَلَم
قد اعتصموا بِهُدى الأوصياء ** ونورُكِ قائدُهُم والعلم
وأدري بأنكِ أصلُ الوفاء ** وأعلمُ أنكِ أمُّ الكرم
فديتُكِ أمَّ غياثِ العراق ** إلى الآن تَرجوه كلُّ الأُمم
_____________
تحياتي لكم