عَجِبْتُ مِنَ المُؤمِّلِ في البَقاءِ
وسَهْمُ رَداهُ يُقْبِلُ في الخَفاءِ
ويضْحكُ في الصَّباحِ بمِلْءِ فيهِ
وآخِرُ عُمْرهِ عنْدَ المساءِ
ويُعْلي في البناءِ وليْسَ يدْري
بأنَّ لغيْرهِ سُكْنَى البناءِ
هِيَ الدُّنْيا إذا دانتْ أدانتْ
وإنْ راقتْ أراقتْ في الدِّماءِ
وكَمْ وَعَدَتْ وما أوْفَتْ بوعْدٍ
وكَمْ طَعَنَتْ بسيْفٍ مِنْ وَراءِ
فلا يغْرُرْكَ حُسْنُ القوْلِ منْها
ولا يخْدَعْكَ معْسولُ الغناءِ
ولا تُعْطِ الأمانَ لها بَتاتاً
فذا - واللهِ - مِنْ فَرْطِ الغباءِ
لطفي ذنون