العراق يسعى لتمرير الموازنة الجديدة قبل الانتخابات
كشفت وزارة المالية العراقية، عن شروعها بإعداد موازنة عام 2022 التي وصفتها بـ"الإصلاحية" التي تواجه "واقع التزامات بغداد".
وأكدت الوزارة أنها تحاول الدفع بالموازنة إلى البرلمان والانتهاء من التصويت عليها قبل الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقال وزير المالية العراقي علي علاوي، في تصريحات إعلامية، إن وزارته شرعت بإعداد موازنة 2022 قبل أيام، وستكون ذات بعد إصلاحي حيث ستختلف عن الموازنات السابقة بما يعكس "واقع التزامات العراق".
وأكد علاوي، أن الوزارة سوف تسعى إلى رفع هذه الموازنة الجديدة إلى البرلمان قبل الانتخابات النيابية المبكرة المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول، مضيفاً أنها ستكون "موازنة إصلاحية لكن ربما ستكون صعبة سياسياً".
وأضاف علاوي أن الوزارة "حاولت في الموازنة السابقة القيام بأمر مشابه"، فقد "قدمت الموازنة بطريقة تظهر للمسؤولين حجم التزامات العراق الحقيقية بدون دفعها في زوايا متأخرات، فجاء الرقم كبيراً ولم يكن مقبولاً سياسياً فتم تعديله وصدرت الموازنة" بشكلها الحالي.
موزانة صعبة التمرير
وألمح الوزير إلى صعوبة تمرير الموازنة الجديدة، نظرًا لارتفاع قيمة العجز فيها مثلما حدث في الميزانية السابقة.
وفي مقترح مشروع قانون موازنة 2021 الذي رفعته الحكومة للبرلمان، قُدّرت قيمة العجز بنحو 49 مليار دولار.
لكن النواب قاموا بسدّ الفارق عبر إلغاء ديون ومستحقات على الدولة مقابل مصادر طاقة من الحساب، لا سيما مستحقات الغاز والطاقة الإيرانية، ومدفوعات أخرى للبنى التحتية.
وبلغت قيمة العجز في موازنة 2021 كما أقرها البرلمان 19,8 مليار دولار، مقابل 23,1 مليار في العام 2019، علماً بأن العراق لم يقر موازنة 2020 بسبب التوتر السياسي.
وبلغت القيمة الإجمالية للإيرادات في موازنة 2021 نحو 69,9 مليار دولار، احتسبت بناء على تصدير النفط الخام على أساس سعر 45 دولاراً للبرميل، ومعدل تصدير ثلاثة ملايين و250 ألف برميل في اليوم.
وسجلت قيمة موازنة 2021، نحو 89,7 مليار دولار، وهي أدنى بنحو 30% من آخر موازنة أقرت عام 2019.
سعر النفط في موازنة 2022
وأوضح الوزير أن سعر البرميل في الموازنة الجديدة سيكون 50 دولاراً، وهو رقم قابل للتعديل، إلا أن قيمة برميل النفط في السوق حالياً أعلى بكثير وتفوق الستين دولاراً.
ويمر العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بأسوأ أزماته الاقتصادية، حيث تضاعف معدل الفقر في البلاد في عام 2020 وصار 40% من السكان البالغ عددهم 40 مليوناً، وفق البنك الدولي، بينما خسر الدينار العراقي 25% من قيمته.
ويشكّل الفساد الذي كلّف العراق ما يساوي ضعفي إجمالي ناتجه الداخلي الإجمالي، أي أكثر من 450 مليار دولار، أبرز هموم العراقيين الذين يعانون من نقص في الكهرباء والمستشفيات والمدارس.
مع ذلك، قال الوزير إن الوضع المالي للعراق شهد تحسناً خلال العام الحالي بسبب "ارتفاع سعر النفط وتغيير سعر صرف الدينار".
في الأثناء، يجري العراق مفاوضات مع صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة تراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، كما أوضح الوزير، آملاً التوصل إلى اتفاق مع الصندوق بحلول نهاية العام.
وبين أن هذا "الاقتراض ذو طابع نقدي ويمنح مصداقية للإصلاحات" التي ترغب الوزارة بتطبيقها، و"تعتمد نهايتها على وضعنا الحالي وموازنة 2022 إذا ما تمكّنا من تقديمها للبرلمان قبل الانتخابات النيابية.