من المهم أن تراقب الأم طريقة تصرفها مع أطفالها عندما يقومون بسلوك خاطئة، لتعرف ما إذا كان عليها تغيير ردة فعلها حتى يشعر الطفل براحة أكبر ويكون صريحا ويعترف بخطئه
"توجيه اللوم" يحدث عندما يلقي الأطفال باللوم على الآخرين، وفي الصغر يكون الآخر هو الأخ أو الأخت، خاصة الشقيق الأصغر (غيتي)
كثيرا ما يلقي الأطفال باللوم على أشقائهم للخروج من المآزق التي قد يقعون فيها مع الوالدين، ويمكن لرد الفعل العنيف أن يجعل الطفل أكثر ميلا للكذب لإخفاء أخطائه.
وتستعرض الكاتبة أشلي ويرلي أسباب هذا السلوك، وأفضل الطرق التي يجب على الوالدين اتباعها للتعامل معه وحث الأطفال على قول الحقيقة وتحمل مسؤولية أفعالهم، في تقرير نشره موقع "مامز" (moms) الأميركي.
أفضل الطرق التي على الوالدين اتباعها حث الأطفال على قول الحقيقة وتحمل مسؤولية أفعالهم (غيتي)
توجيه اللوم للآخرين
ووفقا لموقع "إيه ماذر فار فروم هوم"، يحمل هذا السلوك تسمية محددة وهي "توجيه اللوم"، وهو ما يحدث عندما يلقي الأطفال باللوم على الآخرين أو على الظروف لتبرير سلوكهم الخاطئ. وفي الصغر، عادة يكون الشخص الذي يلقى عليه باللوم هو الأخ أو الأخت، خاصة الشقيق الأصغر.
ويلجأ الأطفال إلى هذا التصرف لأسباب عديدة، منها التخلص من الشعور بالذنب، أو الخوف والقلق من تحمل تبعات ما قاموا به إن اكتُشف أمرهم. وما يحدث عادة هو أنهم يواجهون مشاكل أكبر عندما تكتشف الأم أنهم ألقوا باللوم على الآخرين لإخفاء الحقيقة.
من المهم أن تراقب الأم طريقة تصرفها مع أطفالها عندما يقومون بسلوك خاطئ (غيتي)
كيف تتعاملين مع هذا السلوك؟
إذا أرادت الأم إيقاف هذا السلوك وتشجيع طفلها على تحمل مسؤولية أخطائه والاعتراف بما فعله، فإن أهم ما يمكنها القيام به هو التحكم بردة فعلها عندما يرتكب الطفل خطأ ما، والتأكد من أنها تتصرف بشكل متوازن لتشجعه على قول الحقيقة.
وفقا لمجلة "سيكولوجي توداي"، من المهم أن تراقب الأم طريقة تصرفها مع أطفالها عندما يقومون بسلوكيات خاطئة، لتعرف ما إذا كان عليها تغيير ردة فعلها حتى يشعر الطفل براحة أكبر ويكون صريحا ويعترف بخطئه، إذ من المرجح أن يعترف الأطفال بأخطائهم إذا لم يواجهوا انتقادات حادة أو عقوبات صارمة.
التواصل لكشف الكذب
خلال فترة النمو، يكتسب الأطفال مهارات إخفاء الحقائق واختلاق بعض الأكاذيب، وقد يكون من الصعب على الوالدين في أحيان كثيرة اكتشاف الصدق من الكذب فيما يقوله الأطفال.وفي هذه الحالة، يعد التواصل مع الطفل أفضل أداة لحل المشكلة. إذا كان طفلك يلوم أحد أشقائه على خطأ ما، حافظي على هدوئكِ واشرحي له ما سيحدث إذا اكتشفت أنه يكذب. حاولي أيضا أن توضحي له حدود ما يمكن قبوله من تصرفات خاطئة، وتأكدي من أنه يدرك أن الاعتراف بخطئه والعمل على تصحيح أخطائه هو الخيار الأفضل، عوضا عن الكذب للخروج من المأزق.
على الأمهات والآباء أن يدركوا جيدا أن الأطفال في مراحل النمو المبكرة يحاولون أن يسلكوا أقصر الطرق لتجنب الشعور بالذنب (مواقع التواصل)
ترسيخ قيمة التعاطف
إذا أردنا أن يتعلم أطفالنا معنى التعاطف مع أشقائهم ومع الآخرين، علينا أن نكون القدوة المثلى لتعليمهم هذه القيمة الاجتماعية.
على سبيل المثال، إذا ألقى طفلكِ باللوم على شقيقه الأصغر، تحدثي إليه وأوضحي له أنك تفهمين سبب قيامه بذلك، بأن تقولي "أريد أن أعرف إذا كنت تلقي باللوم على أخيك الصغير لأنك تريد الخروج من مأزق ما؟" سيجعله ذلك على الأرجح أكثر حرصا على قول الحقيقة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.
يجب أيضا أن تخبري طفلك أنك ترتكبين أخطاء كثيرة، لكنك تعترفين بالحقيقة وتعملي دائما على إصلاح الأمور.
وتختم الكاتبة بأنه على الآباء والأمهات أن يدركوا جيدا أن الأطفال في مراحل النمو المبكرة يحاولون أن يسلكوا أقصر الطرق لتجنب الشعور بالذنب والحفاظ على صورتهم أمام الآخرين، وهو ما يؤدي إلى إلقاء اللوم على الأشقاء.