●● لمحة بلاغية ●●" وجاءوا أباهم عشاءً يبكون "
سألني صديق: هل ترى فائدة لذكر الظرف ( عشاءً ) في الآية؟
أو لو حذف الظرف من الآية " وجاءوا أباهم يبكون" ينتقص المعنى؟ قلت له: ما من حرف ولا كلمة وردت في القرآن الكريم إلا ولها معنى ومعان ؛ حتى وإن كانت فيما قعَّده النحويون زائدة ، وأنا أرى للظرف في الآية الكريمة فوائد ثلاثا.
الأولى: أن اللعب واللهو غالبا ما كان ينتهي عند الغروب وهم أرادوا أن يصل إلى أبيهم أنهم استنفدوا كل الوقت بحثا عن أخيهم وهو ما أخر رجوعهم الى العشاء.
الثانية : وهي الفائدة الأهم أنهم أرادوا أن يدخلوا على أبيهم ليلاً والليل أستر للوجوه الكاذبة وأخفى للتعبيرات الخادعة
وبخاصة إذا كان الكذب مصحوبا ببكاء زائف متصنع.
الفائدة الثالثة: من فوائد ذكر الظرف في الآية أنهم لما عادوا لأبيهم عشاء وقصوا عليه ما كان وهم كاذبون أرادوا أن يسدوا على أبيهم طلب البحث عن يوسف سواء بمفردهم أو بصحبة أبيهم ، وكيف لهم البحث في هذا الليل المظلم الموحش الذي لا يرى فيه الانسان وجه صاحبه؟
الدكتور عبد الفتاح جاسر